«ناجيات من الرماد» مرة أخرى
إيمان الأحمد إيمان الأحمد

«ناجيات من الرماد» مرة أخرى

ثمة فرق كبير يفصل بين ما نسمعه عن حدث ما، وما يحدث فعلاً لمن يعيش ذلك الحدث. وقد لا يملك من يسمع أو يشاهد سوى التفاعل مع ما يحدث على عكس من يعيش الحدث وتفاصيله.

يستعرض فيلم «ناجيات من الرماد» لمخرجته الفلسطينية ناهد أبو طعيمة والذي أعيد عرضه الخميس، 21 من الشهر الجاري في «معهد الصحافة وعلوم الأخبار» في تونس العاصمة، بالشراكة مع «منتدى الإعلاميات التونسيات» خلال عشر دقائق قصصاً مرعبة وشديدة المرارة عن الموت والفقد والنزوح المستمر والأحلام المؤجلة لنساء غزة وأطفالها على لسان أمهات ونساء يعشن الحدث الذي ما زال مستمراً بتفاصيله المرّة والموجعة يوماً بعد آخر.
يوثق الفيلم، الذي كان عرضه مناسبة لطرح النقاش بين طلاب الإعلام حول حقوق المرأة الفلسطينية، ما تتعرض له النساء من انتهاكات وحشية جرّاء عدوان الاحتلال المتواصل، وما تعيشه بشكل يومي من معاناة، ويسرد تفاصيل وقصصاً متنوعة غابت عن التغطيات الإعلامية كما تؤكد مخرجته التي أوضحت في تصريح لها أن الفيلم «محاولة لتسليط الضوء على كل الانتهاكات التي تتعرض لها النساء من قبل الاحتلال، حيث تؤكد الأرقام أن 70% من شهداء غزة هم من النساء والأطفال»، وأنها أرادت من فيلمها أن يكون «دعوة للكرامة والحرية في فلسطين ولبنان ويلفت الأنظار إلى عديد من الأسئلة اليومية للنساء جرّاء عدم الاستقرار والنزوح المستمر، في ظل عدم توفر الماء والدواء والطعام وغياب أبسط مقومات الحياة».
وأشارت إلى أن إحصاءات هيئة الأمم المتحدة للمرأة التي عرضها الفيلم تكشف نزوح نحو مليوني شخص، بينهم نحو مليون امرأة في غزة، حتى نهاية الشهر الخامس من العام الحالي، والسابع منذ الحرب المتواصلة حتى الآن. وأن «هناك استهداف مقصود من قبل الاحتلال للأرحام حتى لا يولد جيل جديد يرث المقاومة»، حسب تعبيرها، وأكدت إحصاءات سردتها في عملها الوثائقي، إلى أن 10 آلاف امرأة قتلهنّ الاحتلال في حرب الإبادة المتواصلة على قطاع غزة، كاشفة أنه في حال تواصل الحرب، فسيتواصل قتل 63 امرأة يومياً بالمتوسط الحالي، منهن 37 أمّاً كل يوم، ما سيؤدي إلى تدمير آلاف الأسر وتشريد آلاف الأطفال.
يسلط الفيلم- الذي لخّص 200 يوم من الحرب وجرى تصويره على مدى 6 أشهر- الضوء على المعتقلات، من خلال الصور الموثقة وتقارير الأمم المتحدة والمنظمات الدولية التي تؤكد تعرّض المعتقلات الفلسطينيات في غزة لأشكال متعددة من الاعتداءات.
مزج الفيلم بين الشهادات والأرقام وفسحَ المجال لسرد قصص من الواقع ولكنه حمل بين طيات كل قصة قوة وصمود ومقاومة المرأة الغزية والفلسطينية عموماً رغم الوجع والحزن في تحديها للموت ومخططات الاحتلال وسياساته الرامية إلى تفريغ الفلسطيني من انتمائه إلى وطنه.

معلومات إضافية

العدد رقم:
1202
آخر تعديل على الجمعة, 29 تشرين2/نوفمبر 2024 20:08