«حلم صهيون...» الوهم الكبير
ايمان الأحمد ايمان الأحمد

«حلم صهيون...» الوهم الكبير

تداولت حسابات «إسرائيلية» في مواقع التواصل بشكل واسع مؤخراً مقاطع فيديو تظهر خريطة جديدة لـ«إسرائيل الكبرى»، تضمنت مدن ومناطق جديدة لم تكن موجودة في الخرائط السابقة. 

أضافت الخريطة الجديدة والتي سميت «حلم صهيون» أراضي جديدة وواسعة من دول الجوار إلى ما كان قد سبقها في الخرائط السابقة، فإضافة إلى شبه جزيرة سيناء من مصر تضمنت الخريطة مساحات واسعة من وادي النيل على طول قناة السويس حتى غربي القاهرة. كما تضمنت الأردن والعراق، وأضافت إليها سورية ولبنان والكويت، وأراضي واسعة من السعودية ضمت مكة والمدينة المنورة، وأضافت أراضي من جنوب تركيا منها أضنة ومرسين.
من أين خرجت هذه الخريطة؟
لم يخفِ الصهاينة نواياهم ومخططاتهم للتوسع والاستيطان، ولكن منذ بداية حرب الإبادة الجماعية على غزة تعالت الدعوات لإعادة استيطان مناطق جرى تدميرها بشكل واسع في القطاع. ومع بدء العدوان الأخير على لبنان ارتفعت الأصوات داخل الكيان مطالبة مجدداً باستيطان في جنوب لبنان وتطبيق «وعد الله لإبراهيم» بالاستيلاء على كامل أراضي «إسرائيل الكبرى».
في كانون الأول 2024، خرج الكاتب والسياسي الصهيوني آفي ليبكين في مقابلة مصورة قال فيها: «إن حدود إسرائيل ستمتد من لبنان إلى السعودية، وذلك بعد ضم مكة المكرمة والمدينة المنورة وجبل سيناء». وتحدثت وسائل إعلامية دولية كالموقع الإلكتروني لقناة الجزيرة القطرية «الجزيرة نت»، وشبكة «يورو نيوز» الأوروبية ومواقع أخرى حينها عنها ونشرت صوراً لهذه الخريطة كما يتصورها الكاتب، ظُللت فيها المناطق المذكورة المضافة بالأزرق. وأكد ليبكين في المقابلة قائلاً: «أعتقد أن حدودنا ستمتد في نهاية المطاف من لبنان إلى الصحراء الكبرى، أي المملكة العربية السعودية، ثم من البحر الأبيض المتوسط إلى الفرات». وأضاف «لبنان يحتاج حقاً إلى مظلة حماية إسرائيلية، وأعتقد أنه بعد ذلك سنأخذ مكة والمدينة وجبل سيناء، وسنعمل على تطهير تلك الأماكن». وأصبحت هذه الخريطة التي سميت «حلم صهيون» ترنداً رائجاً بين «الإسرائيليين» على مواقع التواصل.
هلوسات الصهاينة
ثمة فيديو منتشر للرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات عندما أشار في خطابه أمام مجلس الأمن عام 1990 إلى نوايا الكيان الصهيوني في التوسع والاستيطان، حيث يقول: «اسمحوا لي أن أعرض عليكم هذه الوثيقة. إنها عبارة عن «خريطة لإسرائيل الكبرى» منقوشة على هذه العملة الإسرائيلية، قطعة العشرة أغورات». وأوضح عرفات بالتفصيل الحدود المفترضة على العملة: «كل فلسطين، وكل لبنان، وكل الأردن، ونصف سورية، وثلثي العراق، وثلث المملكة العربية السعودية حتى المدينة المنورة، ونصف سيناء».
يتحول الوهم إلى نوع من الهلوسة التي يمكن أن تودي بحياة من يصر على وهمه، والصهاينة ما زالوا، رغم أزمتهم وهزائمهم المتكررة أمام المقاومة وفشلهم في تحقيق أهدافهم، يصرون على تأكيد أوهام لن تتحقق.

معلومات إضافية

العدد رقم:
1195