بين باريس وبكين... مقارنة مشروعة
ترى ما الهدف الذي أراده منظمو الحفل من تمرير تلك المشاهد المقرفة والتي تتعارض مع الفطرة السليمة ومع مبادئ الرياضة؟ وأسئلة أخرى كثيرة طرحها حفل افتتاح أولمبياد باريس مساء الجمعة 26 تموز والتي أثارت جدلاً واسعاً واستدعت نقاشاً في وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي.
في الوقت الذي يشتعل فيه العالم بأشكال متعددة حروباً ومجاعات وأمراض وحرائق... وغيرها الكثير من المشاكل التي تعاني بسببها الأغلبية الساحقة من سكان الأرض، يجري استغلال العرض الذي من المفروض أن يكون مخصصاً للرياضة وقيمها النبيلة لتمرير رسائل ملغومة، تنهار فيها القيم والذوق والفن ويجري الهجوم على الذاكرة والأخلاق وتشويه الروح الإنسانية بشكل مقصود، من خلال لوحات استعراضية شارك فيها متحولون جنسياً، لتوجيه رسائل للترويج للشذوذ والتحول الجنسي، والاستهزاء بالقيم الفنية والروحية. رجال راقصون يرتدون ألبسة نسائية فاضحة، وأشكال شيطانية واستخدام للجماجم وعلامات الموت والنيران بصورة غير طبيعية، إيحاءات واضحة منها استعراض لوحة «العشاء الأخير» التي رسمها ليوناردو دافنشي، للسيد المسيح وتلاميذه، والتي جسدها شواذ ومتحولون جنسياً واستخدموا فيها الأطفال كرمز اشتهاء جنسي (البيدوفيليا) ومشاهد قطع الرؤوس وو... إلخ مما وصفه الجمهور والمتابعون بأنه مقرف ومقزز.
هل هو مجرد انحطاط فني؟ أم سياسة تهدف إلى انهيار الذوق والحس الجمالي والمبادئ الروحية عبر استخدام تقنيات التكنولوجيا وفن العرض؟
إنه قاع نهر السين
استعرضت متحدثة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا أدلة على الفشل الذريع الذي اعترى حفل افتتاح «أولمبياد باريس» وذكرت بعضها، وكتبت في قناتها على «تيلغرام» عن هذا الانحدار: «هذا المستوى ليس مجرد القاع... إنه قاع نهر السين ذاته».
بينما اعترض مجلس أساقفة فرنسا على مشاهد الحفل «غير اللائقة والتي تسخر من المسيحية». وشن رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان، هجوماً لاذعاً على الحفل، انتقد فيه «ضعف الغرب وتفككه». وأكد أن الحفل تجسيد «للخواء» الأخلاقي في الغرب. وقال: «إن القيم الغربية، التي طالما اعتبرت عالمية، أصبحت غير مقبولة ومرفوضة بشكل متزايد من قبل العديد من دول العالم»
أولمبياد بكين روح الشرق
نشرت كثير من صفحات التواصل الاجتماعي فيديو لافتتاح أولمبياد بيكين 2008 والذي يصور بالصوت والصورة 2008 أشخاص يقرعون الطبول معاً في حفل افتتاح أولمبياد بكين. وقارنت التعليقات بين الحدثين واصفة حفل باريس بالمقزز والمقرف بينما يعبر حفل بكين عن روح الشرق.
ما جرى في باريس لم يكن سوى استمرار لسياسة بدأت واستمرت، هدفها غسيل الأدمغة وتعويم وتذويب الهويات المبنية على فطرة طبيعية عند الإنسان وعلى رأسها الهوية الجنسية والهوية الوطنية والروحية... فلا شيء مقدس ولا شيء طبيعي... إلخ مما يؤدي إلى الانفصال عن الواقع وبالتالي عدم الاكتراث لأي شيء وصولاً إلى فقدان المعنى والهدف والرؤية.
معلومات إضافية
- العدد رقم:
- 1185