تغييرات عالم التواصل الاجتماعي
إيمان الأحمد إيمان الأحمد

تغييرات عالم التواصل الاجتماعي

تشير تطورات الأحداث إلى أن تأثير طوفان الأقصى الفلسطيني وما تبعه ليس ما زال مستمراً فقط، بل ويأخذ بالاتساع ويتشعب ليطال قضايا في مجالات وقطاعات مختلفة تتطلب إعادة النظر فيها بجدية، قضايا عديدة ومتنوعة، لم يكن ثمة إمكانية للبحث فيها سابقاً.

في منتصف تشرين الثاني الماضي صرّح إسحق هرتسوغ رئيس دولة الاحتلال أن: «تيك توك غسل عقول المستخدمين حول العالم»، في محاولة تفسير أسباب تحول تفكير ومواقف شرائح متنوعة في المجتمع الغربي وخاصة الشباب منهم إلى مواقف سلبية تجاه الكيان الصهيوني.
يشير التصريح السابق إلى تخوف الكيان وقادته من خسارة المعركة الإعلامية على خلفية أحداث «طوفان الأقصى»، ولذلك اتجهت إلى أساليب مختلفة لمواجهة التعاطف العالمي مع القضية الفلسطينية على منصات التواصل الاجتماعي. فكان قانون فرض بيع تيك توك على شركة «بايت دانس» الصينية المالكة له، تكفي هنا ملاحظة أن أول من أعلن عنه وطالب به قبل أن يصبح قانوناً نافذاً في الولايات المتحدة كان النائب الجمهوري مايك غالاغر، الذي دخل الكونغرس الأمريكي عام 2022 بدعم مالي من اللوبي الصهيوني «إيباك AIPAC».
كما قامت شركة «ميتا» مؤخراً بطرد المهندس فراس حمد، وهو فلسطيني-أمريكي، بعد محاولته معالجة مشكلة قمع المنشورات المناصرة لفلسطين على إنستغرام، فقام برفع دعوى قضائية أمام محكمة كاليفورنيا اتهم الشركة فيها بالتحيز في تعاملها مع المحتوى المتعلق بالحرب المستمرة على غزة ضد الفلسطينيين حيث جرى منع المنشورات الفلسطينية من الظهور في عمليات البحث والتايم لاين. وقال إن الشركة حذفت محادثات الموظفين الداخلية التي تشير إلى أقاربهم الذين قتلوا في غزة، بينما سمحت بالرموز التعبيرية لعلم كيان الاحتلال. تكشف هذه القضية ممارسات «ميتا» المتحيزة والمستمرة منذ سنوات عديدة فيما يتعلق بكيان الاحتلال وحقوق الشعب الفلسطيني. وفي وقت سابق، كتب ما يقرب من 200 موظف رسالة مفتوحة إلى الرئيس التنفيذي لشركة «ميتا»، مارك زاكربيرغ، عبروا فيها عن مخاوفهم بشأن قمع الأصوات المؤيدة للفلسطينيين، إلا أنّ شيئاً من ذلك لم يتبدّل.
ورغم أن فيسبوك يواصل تركيز جهوده لاستعادة الشباب الذين فقد بريقه بينهم حسب دراسة أجراها مركز «بيو» في عام 2022، أفاد فيها أن 33 في المئة فقط من الشباب يستخدمون فيسبوك، إلا أن الخبراء في هذا المجال يشككون في قدرته على استعادة مكانته السابقة، تؤكد خبيرة منصات التواصل الاجتماعي، لوري هندرسون: «يريد فيسبوك أن يعرف الشباب أنه من الرائع قضاء الوقت على فايسبوك مرة أخرى، ولكن إخبار الناس بأنك رائع هو عكس كونك رائعاً بالنسبة إلى هذه الفئة العمرية». هذا غيض من فيض ما يحدث في عالم التكنولوجيا والتواصل الذي لم يعد بالإمكان التحكم به كما في السابق.

معلومات إضافية

العدد رقم:
1178
آخر تعديل على الأحد, 09 حزيران/يونيو 2024 20:05