يوم النصر على النازية... رسائل موجهة!
ثمة أسئلة كثيرة تحتاج إلى إجابات وتطرح نفسها علينا اليوم بقوة أكثر من أي وقت مضى. أسئلة تتعلق بالماضي يطرحها علينا الحاضر والمستقبل، والماضي هنا بما يعنيه كتاريخ، سواء كان تاريخ شعوب بعينها أو تاريخ البشرية جمعاء. أما عن لماذا البشرية جمعاء؟ فالإجابة ممكنة إلى حد ما.
يمتلك العالم اليوم مستقبلاً واحداً تعترضه تحديات كبرى تهدد وجوده، مشاكل عديدة متنوعة لا يملك أحد ترف مجابهتها وحيداً أو الوقوف على الحياد أمامها وتركها للآخرين. قائمة طويلة من الحروب إلى المجاعات والأوبئة ومشاكل الطبيعة والبيئة... وغيرها. المميز فيها أنها من إنتاج البشر ذاتهم، ويكاد يكون الجذر الذي أنتجها واحداً، فكلها حصيلة تاريخ توزيع غير عادل للثروة بين البشر وصل اليوم إلى درجة أصبح فيها يهدد وجودهم.
الرأسمالية الحقيرة
في مسلسل الخربة لمؤلفه ممدوح حمادة تتكرر جملة على لسان أحد أبنائها: «ما فش أحقر من الإمبريالية» وبغض النظر عن المغزى الذي أراد صناع العمل إيصاله من خلال كوميديا سوداء ونقد مقصود لبعض النخب، إلا أن الجملة من حيث المبدأ صحيحة. فاليوم تنقل الشاشات مشاهد دموية لا يمكن تخيلها حتى في أكثر أفلام الرعب الهوليودية مبالغة، حيث يُباد شعب بأكمله على مرأى العالم أجمع، وحيث تعلن الإمبريالية ورأس المال المالي العالمي مُمثلها في المنطقة عن بربريتها ووحشيتها بكل وقاحة منتهكة شعاراتها المستخدمة في هيمنة منظومتها الفكرية والثقافية لعقود خلت، فلا «حرية تعبير ولا حقوق إنسان ولا ديمقراطية ولا تحضّر....»، بل إيغال في الهمجية وتعنت شديد يكشف فقط عن عمق الأزمة التي تعيشها هذه المنظومة وشدتها، يقف في مواجهتها صمود أسطوري للشعب الفلسطيني ومقاومته يقاس بميزان الذهب، صمودٌ أيقظ الضمائر ودفع الناس إلى التفكير والتحرك حتى داخل المنظومة نفسها.
رسائل يوم النصر
في العرض الذي أقيم في موسكو هذا العام بمناسبة يوم النصر على النازية، لم تكن هناك سوى دبابة واحدة من طراز «تي 34»، بينما تضمن الصاروخ الاستراتيجي الروسي العابر للقارات «يارس»، الذي وصفه إعلاميون بأن «قدرته مضمونة على ضرب أي هدف في أي نقطة من العالم». إشارات رمزية ورسائل موجهة فيها نبرة تحذير واضحة لمشعلي الحرائق الغربيين والذين كلما أوجعتهم أزمتهم أكثر أشعلوا المزيد منها.
تشتعل حناجر الناس وترتفع أصواتهم في الشوارع والجامعات والبيوت على غير العادة، فلم يعد هناك مجال للسكوت بعد. يعرف الناس بغريزتهم وعقولهم أن «حقارة الإمبريالية» سابقة الذكر باتت تهدد وجودهم كبشر، تلح عليهم الأسئلة مطالبة بإجابات حقيقية تمكنهم من بناء المستقبل والاحتفال بالنصر كما يجب.
معلومات إضافية
- العدد رقم:
- 1174