تحديات إنسانية وصحية وبيئية في غزة اليوم
تفرض سلطات الاحتلال الإسرائيلي حصاراً مشدداً على قطاع غزة منذ العام 2007، ما قيد بشكل كبير حركة المواطنين الفلسطينيين وقيد حركة مرور البضائع والمعدات، وأثر بشكل كبير على الحياة اليومية، حيث شهد القطاع على مدى الأعوام الماضية العديد من الهجمات الإسرائيلية التي أسفرت عن وقوع خسائر كبيرة بين المدنيين الفلسطينيّين وتدمير للبنية التحتية بمختلف أشكالها والمصادر الطبيعية والبيئية الفلسطينية. وبسبب ذلك تبرز تحديات إنسانية وصحية وبيئية خطيرة، بما في ذلك الوصول المحدود إلى المياه النظيفة وتفاقم أزمة انقطاع التيار الكهربائي في القطاع بفعل تقليص الاحتلال كميات الوقود اللازمة لتشغيل محطة التوليد الوحيدة وارتفاع معدلات البطالة وانهيار النظام الصحي في ظل الاعتداءات المتكررة للاحتلال.
ومنذ التاسع من شهر تشرين أول 2023, شن الطيران الحربي الإسرائيلي حرباً غير مسبوقة على قطاع غزة وما زالت مستمرة حتى اللحظة، إذ أسفر الاستهداف الإسرائيلي الأخير (حتى اليوم) عن استشهاد أكثر من 7700 وأكثر من 20 ألف جريح، إضافة إلى نحو ألفي مفقود تحت الأنقاض.
أهم ما تتناوله الانتهاكات بحق الفلسطينيين والبيئة المحيطة بهم:
-تلوث مصادر المياه الجوفية والسطحية بشكل كبير في القطاع نتيجة للتدمير المباشر جرّاء القصف الإسرائيلي لشبكات المياه الفلسطينية وشبكات الصرف الصحي ومصادر المياه في القطاع مما أثر سلباً وبشكل مباشر على إمكانية الوصول إلى مياه نقية للفلسطينيين في القطاع. وتجدر الإشارة الى أن ما نسبته 45% من المياه المتاحة للفلسطينيين هي مياه غير صالحة للاستخدام الإنساني وخاصة في قطاع غزة المحتل حيث تصل كميات المياه الملوثة في غزة إلى 97% من مياه الآبار الجوفية.
-تعتبر المياه العادمة غير المعالجة في قطاع غزة المحتل مصدراً رئيسياً لتلوث مياه البحر (أولاً) وخزان المياه الجوفية (ثانياً) حيث ما يقارب 10 % من مياه الصرف الصحي الناتجة تتسرب إلى خزان المياه الجوفي في القطاع عبر الحفر الامتصاصية مما يشكل تهديداً على صحة المواطنين الفلسطينيين، ورغم وجود خمس محطات رئيسية لمعالجة المياه العادمة، إلا أن هذه المحطات تقف أمام تحديات كبيرة حتى تعمل بكامل كفاءاتها التشغيلية بسبب الحصار وحاجة هذه المحطات إلى إمداد مستمر من التيار الكهربائي والوقود والمواد الكيميائية اللازمة لعمليات المعالجة الحيوية كما كانت هذه المحطات هدفاً مباشراً للهجمات الإسرائيلية.
-تسببت الحروب الإسرائيلية المتتالية في ازدياد نسبة التلوث بسبب استخدام الاحتلال لأنواع مختلفة من الصواريخ والمتفجرات والأسلحة التي جعلت مساحات شاسعة من القطاع المحتل غير صالحة للزراعة، بالإضافة إلى الغازات المنبعثة من الأسلحة التي يستخدمها الاحتلال والتي تؤثر على الصحة بشكل كبير. كما أن عمليات الإعمار وإزالة أكوام الركام والحطام التي يخلفها الاحتلال جرّاء استهدافه للبنية التحتية والمساكن والمنشآت ينتج عنه المزيد من الأمراض القلبية والصدرية، وتلوث النباتات والمزروعات.
-إن تدمير البنية التحتية ينعكس على إدارة النفايات في القطاع ما يشكل خطراً كبيراً على صحة السكان. حيث إنه وبحسب إحصائيات عام 2022، يخلف نحو 2.2 مليون فلسطيني في القطاع يومياً ما يقارب 1800 طن من النفايات الصلبة, 58% منها مواد عضوية و15% نفايات بلاستيكية، و14% نفايات ورق وكرتون وغيرها من مخلفات الأبنية والزراعية والطبية والإلكترونية وغيرها.
عن موقع الواقع البيئي في قطاع غزه المحتل في ظل الحرب الإسرائيلية المسعورة – POICA بتصرف
معلومات إضافية
- العدد رقم:
- 1146