البريكست والخوف من الاشتراكية
بسبب النقص في المحاولات الجادة لفهم خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، يحاول الكتّاب الإنكليز وضع الآراء المختلفة في محاولة لاستكشاف مستقبل بريطانيا القريب والبعيد بعد البريكست.
لقد حدد مؤلفو الكتاب الصادر حديثاً «السيطرة السيادة والديمقراطية بعد البريكست» أن السبب الرئيسي للتصويت للمغادرة في عام 2016 كان فراغ المجال السياسي والفجوة المتزايدة بين الحكام والمحكومين في ظل الليبرالية الجديدة.
بالإضافة إلى ذلك، فهم يضعون هذه الفجوة التي يسمونها «الفراغ» على أنها متأصلة في المشروع الأوروبي، ويرون أنه مبني على رغبة النخب الأوروبية في إنهاء تسوية ما بعد الحرب دون الاضطرار إلى تحمّل المسؤولية عن القرارات التي من شأنها أن تكون غير مستساغة لكثير من الناخبين. يتضمن هذا بالضرورة تقليص السيادة الوطنية وتقديم ما كان يجب أن يكون قابلاً للجدل على أنه أمر لا مفرّ منه، لا يوجد بديل لتاتشر بشكل كبير.
وبهذا المعنى، يُفترض أن الاتحاد الأوروبي يمثل إجابة لمشكلة الديمقراطية في وقت بدأت فيه الأرباح تنخفض، ونمت قوة الطبقة العاملة مرة أخرى في أوروبا.
إن التركيز على القومية هو أقل إقناعاً بشكل ملحوظ، لسبب بسيط هو أنه يفترض وجود مصالح مشتركة بين المجموعات المتنافسة، على وجه التحديد، بين العمل ورأس المال، ولكن الشارع الإنكليزي يوضح مدى التناقض المتصاعد في السنوات الأخيرة بين العمل ورأس المال. ورغم تشكيك مؤلفي الكتاب بطريقة غريبة بالطبقة العاملة عبر القول: لا توجد حركة عمالية منظمة قادرة على مواجهة رأس المال. ويقولون إن الاشتراكية البريطانية قد استنفدت. يدحض الصراع الطبقي المتجدد الحالي الذي يخوضه العمال هذا الافتراء الكسول.
كتبت جريدة مورنينغ ستار أن الرؤية الحالية حول السيادة الجديدة لا تتماشى مع الواقع. كيف ستوجد سيادة مع حرية رأس المال العابرة للحدود؟ لم يؤدِّ خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي إلى تفكك الأخير، ولكن ما حدث كان بداية واضحة للتفكك الذي سيحدث.
إن خوف الطبقة الحاكمة قبل البريكسيت وبعده هو من الاشتراكية القادمة، من الطبقة العاملة التي تزداد قوة وتنظيماً. ووصول الليبرالية الجديدة إلى أفق مسدود. والبديل الذي لم يولد بعد، يتعرض لشتى أنواع الحملات في بريطانيا.
معلومات إضافية
- العدد رقم:
- 1122