أي مسرح نريد
في الوقت الذي تحيي فيه العديد من الفعاليات المسرحية والثقافية والإعلامية يوم المسرح العالمي الذي يصادف يوم الـ 27 من آذار، لا بد من قول كلمة عن المسرح الذي نحتاجه اليوم وغداً.
تصدر الكثير من الأعمال المسرحية كما تعرض العديد من المسرحيات كل عام في مختلف أنحاء العالم، ولكن هناك ما يجب تسليط الضوء عليه ومعالجته لأن المسرح أسير هذا الواقع.
هو أسير لرأس المال من جهة، والذي يهيمن على المسرح، ويتحكم بالتالي بقرار سماح أو منع العروض المسرحية إذا ما اقتضت مصلحته، ويتحكم أيضاً بشيء آخر: السماح بالكم الهائل من المسرح الرديء بالتدفق عبر مختلف الفعاليات للتشويش على المسرح الحقيقي. ومن جهة أخرى يقع هذا المسرح تحت قبضة الرقابة، وتجتهد الرقابة على ترويج المسرح المدجن الذي يلتف حوله مثقفو السلطة.
على النقيض من المسرح الرديء والمسرح المدجن، تقف تجارب سورية وعالمية تقول إن هناك مسرحاً نريده. مسرح يتجاوز التسليع والهيمنة الثقافية ويلتصق بالناس.
لقد بشر فواز الساجر بمسرح التغيير الاجتماعي وقال: «أنا أفهم المسرح كمسرح يغيّر ولا يتغيّر، أنا أرفض المسرح الذي يقدم قيماً أخلاقية ثابتة من منظور تبريدي، المسرح المطلوب في وطننا، هو: المسرح الذي يؤكد قيماً اجتماعية وأفكاراً جديدة تدفع بوعي الناس إلى الأمام».
واشتهرت العديد من المسارح الشعبية التي حملت تسميات مختلفة مثل المسرح الفقير الهندي والمسرح الفقير السوري والمسرح الشعبي الهندي، وكان الأخير منبراً للاتصال بالناس وإيصال الرسالة السياسية للطبقة العاملة في الأسواق والأحياء والمعامل.
لأن الرأسمالية ومنظومة الهيمنة الثقافية التي تديرها وأجهزة الرقابة ووسائل الإعلام يقتلون المسرح لإبعاده عن الناس، وينتجون مسرحاً رديئاً نخبوياً لأن كل شيء يجب أن يكون فوقياً عند الديكتاتور الأخضر.
صاغ برتولد بريخت وظيفة المسرح على النقيض من ذلك، فهو من أراد مسرحاً يخاطب الجماهير بشكل تعليمي بحيث يستطيعون فهم المشاهد وفهم الصراع الطبقي. وكان تركيزه الحماسي على الجماعية في المسرح لأنه هو وزملاؤه كانوا حريصين على إحداث ثورة في تقاليد الأوبرا البورجوازية المتعبة، ومن هنا جاءت قصائد ماهاغوني التي تتعلق بالجشع في مدينة خيالية دمرها الفساد والاحتيال والخمر والدولار.
وقال بريخت: عندما قرأت كتاب رأس المال لكارل ماركس، فهمت مسرحياتي، كان ماركس هو المتفرج الوحيد لمسرحياتي التي صادفتها على الإطلاق.
معلومات إضافية
- العدد رقم:
- 1115