المستقبل الذي نريد

المستقبل الذي نريد

حدثت موجات واسعة من الإضرابات العمالية في الأشهر الأخيرة من العام الماضي 2021، واستمرت بشكل متقطع طوال العام الحالي 2022.

وخلال هذه الفترة، أصبحت الحركة العمالية والنقابية مادة دائمة لوسائل الإعلام، وصدرت العديد من الكتب التي تتناول تجارب الحركة العمالية ومستقبل العمال. مثل كتاب «المستقبل الذي نحتاجه» لإيريكا سمايلي وساريتا غوبتا. حيث أثارت الحاجة إلى فهم دور الحركة العمالية في الاقتصاد والمجتمع اهتماماً جديداً بالكتب المتعلقة بتنظيم النقابات وقضايا العمال والصراع الطبقي، وربط المعارك الحالية بالمعارك التاريخية السابقة والمستقبلية. ويفسر الكتاب الجديد البنية القانونية للنقابات الأمريكية التي لم تؤسس لضمان مطالب العمال، بل جرى تصميم البنية للحفاظ على حركة التجارة وضمان نجاح الرأسمالية الأمريكية في عشرينات القرن الماضي.
حسب هذا الكتاب، يجب أن يكون منظمو الطبقة العاملة على استعداد للتعامل مع القضايا غير المتعلقة بموقع العمل وحلها لصالح العمال مثل الإسكان والتعليم والرعاية الصحية والسلطة السياسية وحقوق التصويت والعدالة البيئية وقضايا السلامة العامة وحماية المؤسسات العامة وما إلى ذلك. ويجب أيضاً تغيير الآليات المحددة التي تمكن العمال من الانتصار. ويجب تغيير بنية النقابات والقوانين النقابية. فالتغيير يبدأ من فهم صحيح للرأسمالية، ويجب التفكير في ظروف المجتمع لا على أساس قضايا مجزأة، ولكن كأجزاء مرتبطة بشكل منهجي. وذلك من أجل كسب النضال، والحفاظ على استمرار الانتصارات، وتأسيس قيادة الطبقة العاملة للمجتمع، ويتعين على العمال توسيع ما يفهمونه في مجال النضال. لأن فهم الرأسمالية بشكل صحيح أصبح أمراً ضرورياً أكثر من أي وقت مضى.
يتكون الكتاب من ثلاثة أجزاء: قسم تاريخي يربط معارك اليوم بالحركة العمالية الأمريكية في القرن التاسع عشر والقرن العشرين، وقسم عن الظروف الحالية والمعارك الجارية، أما القسم الثالث، فيتحدث عن إستراتيجيات وتكتيكات بناء التحالفات بين العمال والمجتمع في المستقبل. وخصص جزء منه لشرح الظروف الطبقية لتعرض العمال السود واللاتينيين للمزيد من الاستثمار بموافقة النقابات الإصلاحية القديمة في القرنين الأخيرين.
كما احتوى الكتاب تجارب العمال اليومية في الأماكن التي استطاعوا فيها انتزاع حق تأسيس النقابات في العامين الأخيرين، وجرى تعميم التجارب الناجحة على شكل كتب وكراسات تعليمية للعمال.

معلومات إضافية

العدد رقم:
1094