التغيير أم الصدقة في مجلة أوروبية
لا يمكن أن ينتظر الحق في الغذاء أكثر من ذلك، بلغ تضخم أسعار الغذاء 14.6٪ حسب مجلة «تريبيون» وهو أعلى مستوى له منذ أربعة عقود. بينما يلجأ ملايين آخرون إلى بنوك الطعام للبقاء على قيد الحياة حسب المجلة، وأصبح الحق في الغذاء الخط الأمامي لأزمة تكاليف المعيشة.
صارت ظاهرة بنوك الطعام ظاهرة عادية في بريطانيا، وحسب موقع الإيطالية نيوز، هناك ما يقارب 2.5 مليون شخص في إيطاليا بحاجة إلى مساعدات الغذاء. وكان برنامج «صباح الخير بريطانيا» على قناة BBC، قد ناقش قضية عزوف الناس عن شراء البطاطا والخضار الجذرية لأنهم لا يستطيعون تحمّل تكاليف الطاقة اللازمة لطهي هذه الخضار بعد أن بدأ ارتفاع أسعار الطاقة بنسبة 54%.
والنتيجة هي أن الجوع بدأ يظهر في بريطانيا وأوروبا، وقد ينمو بمعدل كارثي. حيث وجدت دراسة أجرتها مؤسسة الغذاء البريطانية أن أكثر من مليوني بالغ ظلوا بدون طعام ليوم كامل في نيسان الماضي لأنهم لا يستطيعون تحمل تكاليفه. ويعاني 7.3 ملايين من انعدام الأمن الغذائي، ويتناول 2.6 مليون طفل وجبات أصغر من المعتاد، ولا يأكلون عندما يجوعون أو يتخطون وجبات الطعام تماماً. وبحلول نهاية عام 2019، لبريطانيا بنوك طعام أكثر من فروع ماكدونالدز. وفي مسح أجراه اتحاد الخبازين والأغذية العام الماضي، لم يتم تحويل المدخرات التي حققتها محلات السوبر ماركت إلى عمال الأغذية، حيث نفد طعام واحد من كل خمسة منهم. سبب نفاد الطعام هو نقص المال وتدمير السياسات لدفاعاتنا الاجتماعية. وخلال 2021، وزع Trussell Trust 2.5 مليون طرد لبنك الطعام.
تظهر تلك البيانات ارتباطاً واضحاً بين السياسات والجوع المتزايد، حيث دعا وزير الدولة للغذاء والبيئة والشؤون الريفية «الأسر البريطانية» إلى احتواء ميزانيتها وقال في البرلمان: أن سبب استخدام الناس بنوك الطعام هي أنهم لا يفهمون كيفية إعداد وجبات رخيصة! هكذا يبرر حكام بريطانية الكارثة التي تحصل.
تقول مجلة تريبيون أن تكاثر بنوك الطعام في البلاد ليس هو الحل بحد ذاته. يجب تغيير المجتمع بشكل عام بدفعة أوسع. يجب دعم الغذاء من قبل الحكومة بدل بنوك الطعام الخيرية وإعادة حساب الحد الأدنى للأجور وتحقيق الأمن الغذائي ومكافحة الجوع. هذه ليست تغييرات ثورية كاملة، لكنها استجابات سياسية معقولة لأزمة كارثية نعيشها اليوم.
معلومات إضافية
- العدد رقم:
- 1093