نهاية الحضارة الغربية

نهاية الحضارة الغربية

يتحدث المزيد من الكتاب الأمريكيين اليوم حول «نهاية الحضارة الغربية»، ويزداد عدد الأكاديميين والكتاب الذين باتوا يعرفون تماماً أن زمن الهيمنة الغربية قد ولّى. وذلك بالتوازي مع مستوى مرتفع نوعاً ما من إصدار الكتب التي تنتقد الرأسمالية في أوروبا وأمريكا على حد سواء.

ومنهم ميشيل هودسون، بروفيسور الاقتصاد في جامعة ميزوري الأمريكية في مقاله الأخير المنشور في مجلة مانثلي ريفيو الأمريكية بعنوان «نهاية الحضارة الغربية».
وإن كان البروفيسور على حق فيما يخص نهاية الحضارة الغربية من جهة نهاية الهيمنة والزعامة الأمريكية الغربية والاستعمار الجديد، فإنه يخطئ كثيراً عندما يربط هذه النهاية مع شيء آخر، إذ يقول: إن انهيار الحضارة الحديثة معناه انهيار مستقبل البشرية.
منذ منتصف القرن الماضي، كانت المؤسسات الثقافية الغربية عموماً تربط بين انهيار النظام الرأسمالي وانهيار مستقبل البشرية، أي كانت هذه المؤسسات تصور نهاية الرأسمالية على أنها نهاية للبشرية. وكان هذا الطرح يستخدم في الرد على الماركسية اللينينية، وفي الصراع ضد الاتحاد السوفييتي. أي أن هذا الفتح الفلسفي ليس جديداً في الغرب، ولكنه لا يستطيع الصمود أمام الحياة. لأن انهيار الرأسمالية شيء، وانهيار مستقبل البشرية شيء آخر.
من جهة أخرى، أصاب ميشيل هودسون جزئياً حينما قال في مقاله الأخير: إن «الديمقراطيات الأوليغارشية» قد فشلت في حماية السكان المثقلين بالديون. فهذه الديمقراطيات هي ديمقراطيات أوليغارشية، وهذا صحيح. ويشبه هودسون سياسة الديون الأمريكية بسياسة ديون روما الامبراطورية التي كانت قائمة على دعم أصحاب الديون في مواجهة الذين يعانون من هذه الديون. حيث أصبح الدائن الأول هنا قوياً سياسياً وتم الاستيلاء على الوكالات التنظيمية الحكومية، وأصبحت سلطة الضرائب رجعية، تاركة السيطرة الاقتصادية والتخطيط في أيدي النخبة الريعية. ولكن يجب أن نأخذ بعين الاعتبار أن «حماية السكان» لم تكن يوماً ضمن أهداف الإمبريالية الأمريكية.
وانتهى هودسون إلى استنتاج صحيح عندما قال: إذا سألنا من يقوم اليوم بسن وإنفاذ السياسات التي تسعى إلى كبح الأوليغارشية من أجل حماية حقوق المواطنين، فإن الإجابة هي: إن هذا يتم من قبل الدول الاشتراكية. فقط الدولة القوية هي التي تملك القدرة على وضع حد للأوليغارشية المالية والريعية. ويعتبر الصين مثالاً للدولة القوية وللاستقلال الاقتصادي.

معلومات إضافية

العدد رقم:
1081