غلاء الأسعار في حوادث دمشق اليومية

غلاء الأسعار في حوادث دمشق اليومية

جمع الشيخ أحمد البديري الحلاق الدمشقي حوادث مدينة دمشق اليومية في القرن الثامن عشر 1741-1762م. وقسم كتابه إلى فصول على أساس السنوات مدوناً الحوادث اليومية لكل سنة. وحسب ما كتبه لسنة 1155ه، كان شهر رمضان مناسبة لنهب الناس من قبل التجار والحكام عبر سياسات الغلاء ورفع الأسعار:

وفي تلك الأوقات اشتد الغلاء في سائر الأشياء سيما المأكولات، وجود الأغلال وغيرها. فمن عدم تفتيش الحكام صار البياعون يبيعون بما أرادوا، غير أن الغنم كان قليلاً جداً، فصار الجزارون يذبحون الجاموس والجمل والمعز، فصار يباع رطل اللحم الشامي بثلاثين مصرية، ورطل إلية الغنم بقرش وربع، والبيض كل اثنتين بمصرية، والسمن كل رطل وأوقيتين بقرش، والثوم رطله بثلاثين مصرية، ورطل الخبز بأربع مصاري وبخمسة مصاري وبأكثر. وقد كان بثلاث مصاري ونصف. فبقدوم شهر رمضان المبارك غلت الأسعار حتى الخضر، فقد كان قبل رمضان الكوسا كل مئة بمصرية، فلما صار رمضان صار خمسة أو أربعة بمصرية، والباذنجان كل رطلين بمصرية، فصار كل رطل بمصريتين، واللحم عدم، وكل ذلك من عدم تفتيش الحكام.
«حوادث دمشق اليومية 1741-1762م 1154-1175هـ جمعها الشيخ أحمد البديري الحلاق الدمشقي. نقحها الشيخ محمد سعيد القاسمي. تحقيق الدكتور أحمد عزت عبد الكريم أستاذ التاريخ في جامعة عين شمس. مطبوعات الجمعية المصرية للدراسات التاريخية 1959 ص 25».

وقال عن سنة 1164هـ:

وفي تلك الأيام وصل خبر إلى دمشق الشام بأن سعد الدين باشا الذي هو أخو أسعد باشا جار على أهل حلب، فغلّى الأسعار، وطلب منهم مئتي كيس غرش، لكونه توجهت إليه سردارية جردة الحج، فأبوا أن يعطوه، ووقع جدال عظيم، وبطلت صلاة الجمعة وقتل منهم جماعة. وثاني يوم كان رطل الخبز بعشرة مصاري، فنادى عليه بأربع مصاري، واللحم كان بثلاثين للرطل، نادى عليه باثنتي عشرة مصرية، فأرسلت أعيان حلب إلى الدولة العلية بما جرى ولم ندرِ ماذا يكون بعده. حوادث يوميات دمشق ص 160.
وأشار الغزي في كتاب نهر الذهب في تاريخ حلب الجزء الثالث ص 299 إلى اشتداد الغلاء في حلب تلك السنة حتى ثار الناس في يوم الجمعة وتعطلت الصلاة وطلعت النسوة إلى المآذن.
وكأن شيئاً لم يتغير منذ ذلك الوقت حتى اليوم، من استغلال الناس وغلاء الأسعار في شهر رمضان، أي إنها سياسات منذ زمن العثمانيين.

معلومات إضافية

العدد رقم:
1063