مذكرات جريدة شرقية معادية للاستعمار
صدر العدد الأول من جريدة الشورى في القاهرة بتاريخ 22 تشرين الأول 1924. وعرفت الجريدة نفسها: أسبوعية أدبية عربية، جريدة سياسية تبحث في شؤون سورية (فلسطين سورية لبنان شرق الأردن). ومنذ عددها الأول، دافعت الجريدة عن الشعوب المستعبدة في سورية وفلسطين.
أسسها وأدارها الصحفي محمد علي الطاهر، ويبدو من مقالات الجريدة واتجاهها العام بأنها صدرت بتأثير تصاعد نضال شعوب الشرق ضد الاستعمار. إذ وجدت زاوية ثابتة بعنوان «أحوال البلاد المستعبدة» عن النضال في سورية وتونس وفلسطين والمغرب ومصر والهند وتركيا وإندونيسيا.
منذ عام 1925، بدأت جريدة الشورى تنشر أخبار الثورات الوطنية ضد الاستعمار مثل ثورة الريف في المغرب. بل أصبحت صوتاً للثورات الوطنية والحركات الوطنية طوال صدورها ومن دعاة الرابطة الشرقية بين الشعوب. وشنت الجريدة حملة نارية على المتعاونين مع الاستعمار الفرنسي في سورية. وفضحت المشاريع الاستعمارية والصهيونية التي تحاك ضد فلسطين داعية إلى اتحاد الشعوب العربية.
وكانت الثورة السورية التي اشتعلت صيف عام 1925 نقطة تحول في الخط العام لجريدة الشورى، فأصبحت «الشورى» صوتاً للثورة السورية الكبرى ولنضال الشعب السوري ضد المستعمرين الفرنسيين. ونشرت الجريدة تباعاً المواقف التي تؤيد نضال الشعب السوري.
كتبت الجريدة كيف أحرق المستعمرون قرى حرستا وكفربطنا والمليحة وجسرين وجرمانا وبالا وسقبا، وكان آلاف القرويين يفدون إلى دمشق يومياً في أشد حالات الضنك وقد غصت بهم الشوارع والمساجد عام 1925. ونشرت الجريدة أخبار الثورة في سورية الشمالية وأخبار التضامن مع الثورة السورية في الهند. وفضحت جريمة المستعمرين في قصف وتدمير دمشق. كما نشرت في زاوية ثابتة بعنوان «الموقف العام في سورية» ما يحدث في سورية من قتل للسجناء وإعدام للوطنيين وحرق للقرى وقتل للنساء والأطفال والموت برداً وجوعاً في البلاد السورية والإضراب العام الذي حدث عام 1926 وكيف فرّ 10 آلاف شخص من دمشق إلى بيروت خلال أسبوع واحد في أيار 1926.
منذ تشرين الأول 1926، عرفت كجريدة سياسية شرقية تبحث في شؤون البلاد العربية والأقطار المستعبدة. ومنذ 1928 أصبحت تعرف بأنها جريدة تبحث في شؤون البلاد العربية والأقطار المظلومة. وهكذا تبلورت هوية الجريدة وخطها العام خلال الثورة السورية الكبرى.
المرجع: أرشيف جريدة الشورى 1924-1931
معلومات إضافية
- العدد رقم:
- 1046