موقف الاشتراكیین من الحروب
إن الاشتراكيين قد شجبوا دائماً الحرب بين الشعوب باعتبارها عملاً من أعمال البرابرة والقساة. ومع ذلك فإن موقفنا الخاص، تجاه الحرب، يختلف اختلافاً أساسـياً عـن موقـف البرجوازيين.
فنحن نتميز عن الأولـين بأننـا نفهم الروابط الوثيقة التي تربط الحروب بنضال الطبقات في داخل كل بلد، ونحن نعرف أن من المستحيل القضاء على الحروب دون القضاء على الطبقات، ودون إقامـة الاشـتراكية. ونحن الماركسيون نتميز بأننـا نعترف بضرورة دراسة كل حرب على حدة، دراسة تاريخية (من وجهة نظر ماركس المادية التاريخية).
«الحرب هي امتداد للسياسة بطرق أخرى عنيفة» إن هذه الحكمة الشهيرة هي لكلوزوتيز أحد مشاهير الكتـاب فـي المسـائل الحربيـة. والماركسيون يقوّمون دائماً هذه الفكرة، لأسباب وجيهة، على أنها الأساس النظري لمفهومهم عن دور كل حرب من الحروب. وكان ماركس وأنجلز ينظران دائماً إلى مختلف الحـروب من وجهة النظر هذه تماماً. إذا طبقنا وجهة النظر هذه على الحروب الحالية، فسنرى خلال عشرات السنين، خـلال نصف قرن تقريباً، أن الحكومات والطبقات المسيطرة في إنكلترا وفرنسا وألمانيا وايطاليـا والنمسا وروسيا تتبع سياسة نهب المستعمرات واضطهاد الأمم الأخـرى وسـحق الحركـة العمالية.
فهذه السياسة، هذه السياسة وحدها، هي السياسة المتبعة في الحرب الحاليـة. ففـي النمسا على وجه الخصوص تقوم سياسة أيام السلم، مثل سياسة أيام الحرب، علـى إخضاع الشعوب، وليس على تحريرها.
وكمثال على التآخي في الخنادق: ذكرت الصحف البورجوازية في جميع البلاد المتحاربة أمثلة على التآخي بين جنود الأمم المتحاربة حتى في الخنادق. وأن المراسيم الشديدة التي نشرتها السـلطات العسـكرية (فـي ألمانيا وإنكلترا) ضد هذا التآخي قد برهنت على أن الحكومات والبورجوازية قد علقت على هذا الأمر أهمية جدية.
إن البيان عن الحرب الذي صُوت عليه بالإجماع عام ١٩١٢ في بال، كان يعني تماماً الحرب التي نشبت في عام ١٩١٤ بين إنكلترا وألمانيا مع حلفائهما الحاليين. وقد صرح البيان بوضوح، بأن أية مصلحة للشعب لا تبرر مثل هذه الحرب التي أُشعلت من أجل فائدة الرأسماليين وامتيازات الأسر الحاكمة.
معلومات إضافية
- العدد رقم:
- 1030