كتب حول سياسات الغذاء

ففي كتاب «اقتصاديات الغذاء المستدام، السياسات الذكية حول الصحة والكوكب 2021» معلومات عن سوء التغذية وعلاقة ذلك بالزراعة الصناعية والأمراض وتدهور البيئة– وكيف تترك هذه السياسات الملايين من الجياع. ويقترح المؤلفون لحل أزمة الغذاء إستراتيجيات قائمة على السوق ويعتقدون أنها ستجعل إنتاج الغذاء مستداماً ومغذياً وعادلاً.
صحيح أن أزمة الغذاء لها علاقة بالسياسات الرأسمالية، ولكن اقتراح الحلول انطلاقاً من «السوق» حل خاطئ لن يحل المسألة من جذرها، لأن المهمة المطروحة هي تغيير المنظومة لا ترقيعها.
ويناقش المحرران تشارلز سي لودينغتون وماثيو مورس بوكر في كتابهما «معارك الغذاء» الصادر عن جامعة كارولينا الشمالية عبر ثلاثة عشر مقالاً في جدال حول موضوعات كيف نفهم الغذاء أو كيف فهمه الناس عبر التاريخ وصولاً إلى عصر إخفاقات التكنولوجيا الزراعية للمنظومة والسياسات المعروفة باسم سياسات التذوق.
من جهة أخرى، يخوض كريس أوتر نقاشاً مهماً في كتابه الصادر عن جامعة شيكاغو «بريطانيا الصناعية، الأنظمة الغذائية، بيئة العالم» عن الجذور الإمبريالية للنظام الغذائي العالمي.
وحسب رأي المؤلف، يجب الابتعاد عن النظام الغذائي الغربي الذي يحتوي على نسبة عالية من اللحوم الحمراء والحبوب المكررة والدهون المشبعة والسكر، إلى نظام غذائي نباتي أكثر.
يجادل أوتر بأنه من أجل فهم التاريخ الأعمق لحالة الغذاء العالمية اليوم، من الضروري استكشاف بريطانيا ما بعد 1800. لأن بريطانيا أرست الأسس لنظم الغذاء المعاصرة. لقد كانت القوة العالمية المهيمنة في القرن التاسع عشر، حيث تتحكم في الموارد العالمية الهائلة، وأنشأت سلاسل غذائية بعيدة المدى قائمة على تزويد كميات هائلة من اللحوم والقمح والسكر. هذه هي نقطة انطلاق جيدة. تحديد موقع أنظمتنا الغذائية الحالية في سياق سياسي وتاريخي أوسع، مرتبط إلى حد كبير بتطور الرأسمالية والاستعمار.
في أوروبا الرأسمالية وأمريكا الرأسمالية، يناقش المؤلفون اليوم طبيعة النظام الغذائي للرأسمالية، ويقترحون حلولاً مختلفة سياسية أو بيئية... إلخ، بعضها محق وبعضها خيالي. وأن كثافة الإصدارات في هذا المجال وغيره حول الرأسمالية وجرائمها تعطينا صورة عن أنواع الأفكار التي تنتشر في العالم الرأسمالي اليوم.