في ذكرى المؤرخ فلاديمير لوتسكي
ظهر الكثير من المؤرخين الذين تناولوا في أعمالهم تاريخ الشرق والبلدان العربية في القرن العشرين، ومن بينهم المؤرخ السوفييتي فلاديمير لوتسكي «1906-1962» الذي تصادف ذكرى رحيله الـ 58 بتاريخ 17 كانون الأول الحالي.
هو واحد من مؤرخي المدرسة السوفييتية في النصف الأول من القرن العشرين، وواحد من المؤرخين القلائل الذين يقفون على رأس المؤرخين من حيث الأعمال التاريخية النوعية. حيث ترك أكثر من 100 عمل حول قضايا حركات التحرر في البلدان العربية، وساهم بتحرير عدد من الأعمال حول تاريخ واقتصاد الدول العربية، كما أنشأ مدرسة للمستعربين السوفييت في مجال التاريخ الحديث والمعاصر.
من أهم أعماله كتاب «الحرب الوطنية التحررية في سورية 1925-1927»، الكتاب الذي يتحدث عن الثورة السورية الكبرى التي قادها سلطان باشا الأطرش ضد الاستعمار والإمبريالية الفرنسية، وهو أحد المراجع الرئيسة عن تاريخ الثورة «صدر عام 1964».
بالإضافة إلى بعض الأعمال الاقتصادية والأدبية، ترك فلاديمير لوتسكي كتباً عن تاريخ سورية ومصر ولبنان وأوزبكستان وشمال إفريقيا وتركيا العثمانية، والبلدان المتحررة من الاستعمار القديم، وعمل في أكاديمية العلوم السوفييتية، معهد الاستشراق.
«تاريخ الأقطار العربية الحديث» هو أول تجربة في الأدب الروسي والسوفييتي تستعرض بصورة منتظمة تاريخ العرب في العصر الحديث «القرن التاسع عشر ومطلع القرن العشرين»، حيث بدأ هذا العمل في سلسلة من المحاضرات الجامعية التي ألقاها في موسكو منذ 1936، ونشر بعضها في الكتاب المدرسي «التاريخ الحديث للأقطار المستعمرة والتابعة 1940»، واستكمل عمله في المحاضرات التي ألقاها بين عامي 1949-1953، ليصدر الكتاب منتصف ستينات القرن الماضي، أي: بعد رحيله بسنوات.
جاء في كتابه عن أوضاع الإمبراطورية العثمانية نهاية القرن الثامن عشر وبداية القرن التاسع عشر: «وقد أفضت هذه الانتفاضات الكثيرة العدد والنزاعات الإقطاعية إلى إضعاف الإمبراطورية العثمانية، وسادت الفوضى الإقطاعية في أرجاء ممتلكات الباب العالي، وهزت الحركات الشعبية والانتفاضات التي قامت بها الجماهير العربية واليونانية والكردية والأرمينية والسلافية الأركان المتداعية للإمبراطورية، وعجلت بانهيار النظام الإقطاعي الرجعي العثماني الذي ولّى زمانه». كما تحدث في الكتاب عن كومونة الجزائر المعاصرة لكومونة باريس.
معلومات إضافية
- العدد رقم:
- 996