حرائق الغابات في تحذير سينمائي!

حرائق الغابات في تحذير سينمائي!

«كان الناس يكافحون موجة حر حطمت الرقم القياسي، مُدن بأكملها تحولت إلى رماد، هذه الحرائق الآن الأكثر تدميراً، وتتسارع إزالة الغابات بكثرة، وتنخفض مستويات الأوكسجين بشكل كبير مما يهدد حياة البشرية بسبب حرائق الغابات. سجل العالم موت الشجرة الوحيدة في الكرة الأرضية، وانتشر مرض تنفسي قاتل، وانقرضت النباتات، وبقيت آخر مدينة لم تغرق في الظلام».

هذا ما جاء في المشاهد الأولى من الفيلم الأسترالي الجديد «2067» من إخراج سيث لارني وبطولة كودي سميت ماكفي وريان كوانتن. الفيلم الذي بدأ عرضه ونشره بداية تشرين الأول الحالي 2020، ويمكن إدراجه ضمن قائمة الأفلام الخيالية العالمية التي تصور نهايات مفترضة للعالم، مثل: الفيضانات والزلازل والحرائق والحروب الكبيرة والأوبئة وغيرها.

يخوض الفيلم في معظم مشاهده في قصة فتى يسافر عبر الزمن إلى العام 2467 من أجل إنقاذ البشرية من الفيروس التنفسي القاتل الذي يهدد بانقراضها، ولكن الرسائل والإشارات الفعلية للفيلم، هي النظرية المالتوسية الجديدة «الحل الذي تريده الرأسمالية في محاولة للخروج من أزمتها».

لم يوفر الفيلم تبني المالتوسية الجديدة، إذ اعتبر تزايد السكان في «الشرق الأوسط والهند والصين مشكلة»، وهي ليست المرة الأولى التي يجري فيها تسويق المالتوسية الجديدة سينمائياً، ففي فيلم «الإخوة غريمسبي» الذي عرضته قناة mbc2 يوم السبت الماضي، جرى حوار مشابه في مشاهد الفيلم عن ضرورة التخلص من تزايد نسبة السكان في العالم عبر إبادتهم بطريقة نشر فايروس تنفسي قاتل، إضافة إلى حدوث محاولة إغتيال فاشلة لـ دونالد ترامب بهذا الفيروس خلال مباراة لكرة القدم!

أرسل الفيلمان إشارات عديدة تمجد العنف والجريمة وقوانين الطوارئ والمجتمعات الطبقية، وألصق سبب الكوارث بالبشرية، وليس الرأسمالية كمنظومة، أما الصدفة الغريبة، فهي نشر الفيلم الأسترالي «2067» بالتزامن مع حرائق الغابات السورية والأوكرانية! ويذكر أن أستراليا شهدت بداية العام الحالي 2020 حرائق غابات أدت إلى سقوط 28 قتيلاً، وأتت على مساحات شاسعة من الغابات البدائية، وقضت على قطعان كاملة من المواشي. ودمرت أكثر من نصف المواطن الطبيعية المعروفة لـ 100 نوع من النباتات والحيوانات من بينها 32 نوعاً مهدداً بالانقراض.

معلومات إضافية

العدد رقم:
988