لينين والكتاب
الأب أميل مرقدة الأب أميل مرقدة

لينين والكتاب

ترجم الأب إميل مرقدة مقالاً مطولاً عن اللغة الرومانية بعنوان «لينين والكتاب»، ونشرته مجلة «المعرفة» الصادرة عن وزارة الثقافة السورية في العدد «99» أيار 1970 جاء فيه:

فهذا المثقف المتغذي بالمطالعات الكثيرة المتنوعة، ألوف المجلدات في الفلسفة والاقتصاد السياسي، أحد أقطاب الطبقة المثقفة، وجد في فن الأدب حليفاً من أقوى حلفاء النضال لنصرة الأفكار الثورية، فانتدب الأدباء لحمل رسالة لها خطورتها بمثابة ما لرفاقه المناضلين من أهمية كعمال بولتيوف وبحارة كرونستد وفلاحي الأرياف والجنود المرابطين على الحدود.
قال لينين: «إن قضية الأدب يجب أن تصبح الجزء المتمم لمصلحة طبقة العمال العامة». قال هذا وهو متيقن بما لسحر بيان الكلمة وبلاغتها من تأثير في النفوس البشرية.
إن لينين بتحضيره نفسية الحزب لقبول الأدب، ربط مصير الأدب بمصير الطبقة العمالية، جاعلاً الأدب يمثل دوراً كبيراً في نشر مبادئ الحزب. إن من يطالع ما كتبه لينين في صدد الأدب، لا يمكن إلا أن يتأثر بشدة بقوة تفكيره وحذاقته في معالجة معضلات الكتابة.
حارب لينين الصور المنحطة عن الفن، ونفى التهمة التي ألصقها به بعض البرجوازيين الأدباء نفياً عنيفاً، ومفادها أن لينين يرغب في حصر نشاط الأدباء في بحث موحد وحول شخص محدد، وأن ينهجوا حسب أسلوب مفروض، بينما كان يردد مراراً عديدة: أن من الواجب النظر إلى الظواهر الأدبية- بما فيها من ألوان الكتابة الدقيقة- بإجلال وإكبار لا مجال للشك بأن القضية الأدبية تتطلب مستوى رفيعاً، بمثابة هيمنة الأكثرية على الأقلية.
قد لا تجد نفسية لينين بارزة في ناحية ما، كما هي متجلية في مقالاته التي كتبها عن تولستوي، حيث نقد مؤلفات هذا الكاتب المشهور فأصبح تحليله مثالاً يقتدى به. واجه لينين كتابات تولستوي بفهم كامل وبإدراك من اختبر المجتمع القيصري حتى أعماقه واكتشف خفاياه ووقف على المتناقضات التي مزقت هذا المجتمع، فكان تقدير لينين لكتابات تولستوي بروح الصراع البروليتاري الثوري الذي أصبح- لهذا السبب- نموذجاً ماركسياً رائعاً لتحليل الإنتاج الأدبي. أن كارنين وآنا وفرونسكي وبوزوهوف وروستوف وأندريه وبولكوفسكي هم في نظره أشخاص يشير كل واحد منهم إلى ناحية من حياة الطبقة المسيطرة.

معلومات إضافية

العدد رقم:
967
آخر تعديل على السبت, 30 أيار 2020 13:53