2020 عام الفأر في الصين
ينقسم التقويم الصيني إلى دورات قمرية مدتها 60 عاماً، وتنقسم كل دورة إلى خمس دورات أصغر، مدة كل منها 12 عاماً. كل عام يمثله حيوان في الأبراج الصينية: الفأر، الثور، النمر، الأرنب، التنين، الأفعى، الحصان، العنزة أو الخروف، القرد، الديك، الكلب والخنزير. ويعتمد التقويم على حركة القمر، ويطلق الصينيون على السنة الجديدة «عيد الربيع» رغم حدوثه في فصل الشتاء، لأن العيد يمثل نهاية أبرد جزء من فصل الشتاء، وبداية الربيع.
الفأر في التراث الصيني
تمثل السنة الصينية الجديدة 2020 برج الفأر في الأبراج الصينية لذلك يسمى العام الجديد بعام الفأر، وهو بداية دورة جديدة من التقويم القمري الصيني، ويشمل السنوات التالية: 1912، 1924، 1936، 1948، 1960، 1972، 1984، 1996، 2008، 2020، 2032.
وللصينيين مشاعر مختلفة حول هذا البرج. إذ يرمز برج الفأر بصفة عامة إلى معنى جميل متمثل في الذكاء والثروة والعديد من الطفال والأحفاد، أي إنها سنة مثمرة. وعلى مدى عدة آلاف من السنين، ظهرت صورة الفأر باستمرار بين الناس، ويمكن رؤيتها بين لوحات الأباطرة والفنانين المشهورين، وكذلك على طوابع البريد المصدرة في البلدان الأخرى وفي مختلف مجالات التراث الصيني القديم.
ظهر برج الفأر في العديد من الثقافات المختلفة منذ آلاف السنين، ودخل الفأر المتاحف بأشكال ومعاني مختلفة، ويشير إلى رغبة الناس في السعادة وحياة رائعة وحظ جيد. وعرف الفأر باسم «إله الثروة» وهو رمز للثروة والسعادة والازدهار. وتحتوي المتاحف الصينية على تماثيل عديدة للفئران بصفتها «آلهة الثروة» تعود إلى مختلف العصور، مثل التمثال البرونزي في متحف مقاطعة سيتشوان الذي يعود إلى عهد أسرة مينغ، حيث يعتبر الفأر الذي يتقيأ المجوهرات جزءاً من التمثال. وإضافة إلى الثروة فأن الصورة الذكية للفأر شائعة أيضاً.
وللفئران خصوبة قوية، وللعنب العديد من البذور، والجمع بين الاثنين له معنى رائع في الخصب والبركة والتكاثر في التراث الصيني، إذ تحتوي المتاحف الصينية على تماثيل فئران تغطيها الكروم. وترمز الفئران إلى استنساخ الحياة في كثير من الأحيان، وهو ما ظهر في لوحات الفن الصيني القديم، وأعمال الرسام الشهير تشي باي شي الذي كان يحب رسم الفئران على لوحاته، ما جعله يحمل اسم «رسام الفئران».
صديق عمال المناجم
من المعاني الأكثر دهشة للفأر، هو قيامه بدور الإنذار المبكر للكوارث، ويحظى الفأر باحترام عمال المناجم لدرجة اعتباره «إله المنجم».
فهو يعيش معهم ليل نهار في المناجم وأنقذهم مئات المرات من الكوارث، فالفأر ذو شعور قوي بالرائحة والسمع، وهو أكثر حساسية للكوارث الوشيكة الحدوث، وحالة الخطر، ويندفع للفرار مطلقاً الإنذار بقدوم الكارثة. وكانت الفئران أفضل طريقة للتحذير بالخطر في العصور القديمة عندما كان مستوى الإنتاجية منخفضاً وكانت تقنية استخراج الفحم متخلفة. كما تحذر الفئران من الزلازل والفيضانات والبراكين وغيرها من الكوارث.
وذكرت الصحافة الصينية إنجازات هذا الفأر الصغير في عام الفأر، فهو مستعد للتضحية في العديد من التجارب العلمية، التجارب التي حققت إنجازات عظيمة للبشرية، وأدت لاستكشاف قوانين أنشطة الحياة وحل الألغاز الطبية الحيوية.
الفأر يزوج ابنته
تنتشر قصة «الفأر يزوج ابنته» على نطاق واسع في الصين. حيث تختلف رواية القصة من شخص إلى آخر ومن نسخة إلى أخرى، كما أصبح الموضوع مادة إبداعية مهمة للفنون الشعبية، مثل دمى الظل، والورق المقصوص، والنسيج الحريري المطرز بالرسوم، وصور السنة الجديدة.
لماذا طلبت البشرية من الفأر تزويج ابنته؟ تقول إحدى الأساطير الصينية القديمة، إن الفأرة آفة، وتزويجها في اليوم الثلاثين من الشهر القمري الـ 12 سيضمن السلام والازدهار في السنة القادمة.
وتقول أسطورة أخرى، إن امبراطور اليشم عندما كان يرتب الأبراج، دعا الفار ليكون رئيساً للأبراج، ما سبب غضب القط غير المدرج في الأبراج. ومنذ ذلك الحين، بدأت الكراهية ببين الفأر والقط. وللتخفيف من الكراهية، طلب الفأر من ابن عرس أن يكون خاطباً لتزويج أجمل بناته بالقط، وبالتالي ولدت قصة «الفأر يزوج ابنته».
معلومات إضافية
- العدد رقم:
- 952