حكمة إلى العام 2020
كُتب على لافتة من لافتات الحركة الشعبية في ساحة التحرير وسط مدينة بغداد: «سيكتب التاريخ أن دبابات الأمريكان سلمتكم حكم العراق، والتكتك انتزعته منكم».
في بلدان الجنوب الفقير المختلفة، كان العام 2019 حافلاً بالحركات الشعبية المطالبة بالتغيير والعدالة الاجتماعية. ويمكننا أن نتصور كيف سيكون تصاعد الحركة الشعبية في العام 2020 من خلال قراءة الخط البياني لهذا التصاعد الذي سيستمر ويتطور أكثر من السابق وسيزور بلداناً جديدة في الاستيقاظ الجماعي لشعوب العالم.
أما الحكمة اليابانية فهي فريدة من نوعها، إذ ارتفعت مبيعات صحيفة «شيمبون أكهاتا» اليومية، وتراوحت بين 100 ألف نسخة إلى مليوني نسخة «طبعة يوم الأحد» معظمها في جزيرة أوكيناوا. ارتفاع المبيعات هذا لا علاقة له بالتجارة، بل بتصاعد الحركة الشعبية في أوكيناوا اليابانية ضد القواعد الأمريكية، ومطالبة السكان برحيل الأمريكيين عن بلادهم، ولم يجد الناس البسطاء نصيراً لهم سوى صحيفة «شيمبون أكهاتا/العلم الأحمر» الشيوعية التي ترتفع مبيعاتها كلما اشتدت الاحتجاجات ضد القواعد الأمريكية في الوقت الذي تتوقف فيه الصحف الكبرى عن الصدور ورقياً بسبب الأزمة الرأسمالية.
وفي روسيا، ارتفعت مبيعات المفكرة السنوية لعام 2020 التي تحمل صور ستالين، ويحافظ سكان شارع «ستالين» في مدينة كولتشيستر البريطانية على اسم شارعهم في كل تصويت تدعوهم فيه البلدية إلى تغيير اسم الشارع منذ عام 2009.
ماذا يعني العام 2020 للسوريين؟ هو يعني الكثير بالتأكيد، هو يعني مئوية ميسلون العظمى، ويعني الوقوف على أبواب الحل السياسي والتغيير والولادة الثالثة للجلاء.
حكمة أخرى عرفتها البشرية في وقت سابق من القرن العشرين، وهي إخراج النقود من التبادل على يد الحركات الشعبية، حدث ذلك أثناء إضرابات الكساد العظيم عام 1933 في أمريكا «أكثر من 2000 إضراب»، فالطبيب يعالج مجاناً، والصياد يعطي السمك مجاناً، والحلاق يعمل مجاناً والمزارع يعطي المحصول مجاناً، والمخابز توزع الخبز في كل المدن بقيادة لجان العاطلين عن العمل قبل القمع الدموي لها. وشاهدنا مثالاً جديداً لهذه الظاهرة في اليونان والأرجنتين قبل سنوات، وشاهدناها في بعض مناطق لبنان مؤخراً بعد ما فعلته المصارف من حجز لأموال الناس. أما في العام 2020 والسنوات التي تليه، سنعيش ولادة هذه الظواهر في العديد من البلدان.
معلومات إضافية
- العدد رقم:
- 946