هل ستشعلين الثورة الاشتراكية؟
صورت أفلام سينمائية قديمة وجديدة نضال العاملات والنساء من أجل الحقوق، منها أربعة أفلام مشهورة سنتحدث عنها في مقالنا...
«أنا امرأة شيوعية قديمة»
فيلم من إخراج ستري غوليا، ومدته 98 دقيقة، وهو دراما كوميدية، باللغة الرومانية، من إنتاج رومانيا، 2013. عرض الفيلم في فعالية أسبوع أفلام المرأة في الأردن خلال العام 2019.
تدور أحداث القصة في رومانيا ما بعد الشيوعية في عام 2010، حيث يبدو أن بعض من عاشوا تفاصيل الشيوعية لا يستطيعون التأقلم بسهولة مع الواقع الحالي.
تتلقى إيميليا وزوجها زيارة من ابنتهما التي تعيش في الولايات المتحدة منذ عشر سنوات ويرافقها صديقها الأمريكي. أثناء تناولهم العشاء، تدرك إيميليا أنها في الواقع من محبي الحقبة الشيوعية، وأن حالها كان أفضل آنذاك فهي تتحلى بمعظم صفات الشيوعي الحقيقي. تراودها ذكريات الزمن «الذهبي» في حين تحاول مساعدة ابنتها لحل مشاكلها المادية.
«صنع في داغنهام»
قدمت السينما أفلاماً عديدة ومتنوعة، تروي قصصاً مختلفة، في محاولة لتسليط الضوء على نضال العاملات، مثل: الفيلم البريطاني «صنع في داغنهام» من إخراج نيغل كول، وبطولة سالي هاوكينز، آندريا ريسبوروج، روزاموند بايك، بوب هوسكنس، وميراندا ريتشاردسون.
يتحدث الفيلم عن قصة الإضراب الذي جرى عام 1968 في مصنع فورد للسيارات في مدينة «داغنهام» الإنكليزية، فقد قامت العاملات بالاحتجاج ضد التمييز في أجور العمل بين الرجال والنساء، حيث كانت مهمة النساء في المعمل خياطة أغطية مقاعد السيارات، ولكنهن يتقاضين أجوراً أقل من الرجال بكثير، حسب قانون الأجور الذي كان سائداً في بريطانيا. مما اضطرهن للإضراب والتظاهر والمطالبة بالأجر المتساوي في حملة استمرت سنوات عديدة.
ركّز المخرج نغيل كول، على تصوير الأدوات والطرق التي استخدمت حينها في محاولة لوقف إضراب العاملات عن العمل، ففي البداية قامت الحكومة باستخدام قادة النقابات البيروقراطيين للضغط على العاملات المضربات، وقدم هؤلاء للعاملات حججاً مختلفة لإقناعهن بوقف الإضراب وعدم جدواه، منها عدم توفر الاعتمادات في الميزانية الحالية أو الانتظار: «عليكم الانتظار لعدة سنوات أخرى وسيجري رفع الأجور بشكل تراكمي حتى تتساوى في المستقبل».
ثم جرى استخدام وسائل الإعلام، حيث قامت بإجراء لقاءات مع عمال في المصنع نفسه ليؤكدوا أنّ «الرجال ليسوا مع حق الأجر المتساوي للنساء». بالإضافة إلى وقف رواتب العاملات، وممارسة ضغط اقتصادي معيشي، بحيث ترك آثاراً مباشرة على عوائلهن، فبدأت المشاكل مع الأزواج والأبناء وإلخ...
وهنا تنشط الصحف في حملة إعلامية لا تتوقف من أجل: «وقف هذه المؤامرة الشيوعية». ويتوجه مراسلوها إلى ممثلة العاملات يسألونها: هل أنت شيوعية؟ وهل ستشعلين ثورة اشتراكية في بريطانيا؟ كما تبدأ المخابرات البريطانية بمراقبة النساء المشاركات في الإضراب ومحاولة رشوة بعضهن والضغط على أخريات من أجل الانسحاب أو التحويل إلى المحاكم الصناعية بموجب قانون عام 1919. ومع ذلك لم تستطع الضغوط الممارسة على العاملات كسر الحركة، وتمكنت العاملات من انتزاع قانون الأجر المتساوي في بريطانيا عام 1970.
الفيلم مقتبس عن الحركة التي قادتها كل من «روز بولاند، وشيلا دوغلاس»، وأخريات، في السابع من حزيران 1968 لتصبح أجور العاملات قريبة من مستوى أجور العمال، حيث تقسم الأجور إلى فئة أولى للرجال، وفئة ثانية للنساء، وتوقف الفيلم عند هذا الحد.
في الواقع، هناك الكثير من الحقائق التي لم ترصد، منها مثلاً: تتمة لما ذُكر سابقاً... أن المساواة الكاملة في الأجور بين النساء والرجال لم تحدث فعلياً إلا بعد عام 1984 عندما قامت العاملات بإضرابات كبيرة، تزامناً مع إضرابات عمال المناجم الكبرى في بريطانيا، وتم توجيه ضربة كبيرة إلى التمييز في الأجور بين النساء والرجال!
يذكر أن أول مساواة فعلية في الأجور بين النساء والرجال حدثت في الاتحاد السوفييتي بعد ثورة أكتوبر 1917، وبتأثير ذلك انتشرت في العالم حمى حركة النساء العاملات من أجل الحقوق المتساوية ولا تزال بعضها مستمرة حتى الآن.
حق التصويت
تدور أحداث الفيلم حول بدايات نشاط حركة العاملات في أواخر القرن الـ 19 في بريطانيا، الحركة التي استمرت حتى الحرب العالمية الأولى وقامت للمطالبة بحقوق النساء في التصويت، ولتحقيق المساواة بين الرجل والمرأة.
«سافرغت» فيلم دراما بريطاني من إخراج سارة غافرون وتأليف أبي مورغان، أنتج عام 2015 وهو أول فيلم روائي يتم تصويره في البرلمان البريطاني منذ خمسينات القرن الماضي.
ملح الأرض
أنتج الفيلم الأمريكي عام 1954، من تأليف مايكل ويلسون وإخراج هربرت بيبرمان وإخراج بول جاريكو. الذين تمّ إدراجهم جميعاً في القائمة السوداء لهوليود بسبب آرائهم الشيوعية. يصور فيلم الدراما «ملح الأرض» عمال المناجم. وعندما تقدمت زوجات العمال باقتراح لمساعدتهم أثناء الإضراب، رفض الأزواج ذلك، فأضربت الزوجات عن العمل في المنزل وانتزعوا حقهنّ في مساعدة أزواجهم المضربين.
الفيلم مقتبس من قصة حقيقية، مستوحاة من إضراب طويل وصعب، خاضه العمال سنة 1951 ضد شركة Empire Zinc في مقاطعة جرانت، ضمن ولاية نيو مكسيكو. يظهر الفيلم كيف يتفاعل عمال المناجم والشركة والشرطة أثناء الإضراب. وعبر الأسلوب الواقعي، استخدم المنتجون والمخرجون عمال مناجم فعليين وعائلاتهم كممثلين في الفيلم.
معلومات إضافية
- العدد رقم:
- 946