السينما السوفييتية في بريطانيا اليوم
ماهي آخر أخبار الصراع الثقافي على الجبهة السينمائية في العالم؟ لا شك أن الأخبار كثيفة مع ضخامة الإنتاج. ومن بينها خبر واحد ينطبق عليه المثلان الشعبيان التاليان: «من حفر حفرة لأخيه وقع فيها، وانقلبت السفينة على الملاح»!
شاهد الناس خلال الأشهر السابقة احتدام المعارك الإعلامية المختلفة، والمنطلقة من مقرها في لندن ضد روسيا، ويتذكر الناس أيضاً كيف تحطمت مفاهيم حرية الإعلام عندما أغلقت السلطات البريطانية صفحة على التويتر مخصصة للاحتفال بمئوية ثورة أكتوبر في العام الماضي 2017. وما لم يشاهده الناس كانت الجبهة السينمائية.
انتجت بريطانياً فيلماً سينمائياً سنة 2017 بعنوان «موت ستالين» فيه تهجم كبير بحق ستالين والاتحاد السوفييتي. وقد مُنع الفيلم من العرض داخل روسيا واعتبر إهانة بحق الروس، في أول دفاع رسمي عن ستالين منذ وفاته. تبع ذلك صدور فيلم «الدبابات» 2018، الذي ربط بين صناعة دبابة النصر T 34 وبين ستالين، في أول فيلم سينمائي روسي فيه دفاع عن ستالين.
على صعيد آخر، أعدت إذاعة BBC تصنيفاً لأفضل 100 فيلم غير ناطق بالإنجليزية في القرن العشرين. وشغل فيلم «سبعة ساموراي» الذي أخرجه الياباني، أكيرا كيروساوا، عام 1954 المرتبة الأولى في التصنيف. يذكر أن كيروساوا كان ممثل السينما السوفييتية اليابانية المشتركة، وقال أثناء تقييمه فيلم المحبة للبلغاري ستايكوف: «فيلم المحبة هو تفنيد رائع لكل الادعاءات المغرضة الزاعمة أن السينما الاشتراكية خالية من الصراع والمشاكل والمواجهات، وأن أشخاصها تتمثل في نموذج واحد، إني اعتبر فيلم المحبة وثيقة فنية ناجحة عن التحولات الاجتماعية والفكرية الكبيرة التي تمت في العالم الروحي لبلغاريا».
كما جاء في التصنيف 4 من أفلام المخرج السوفييتي أندريه تاركوفسكي وهي: سولياريس، المرشد، المرآة، أندريه روبليوف، وفيلم «المدرعة بوتيومكين» الشهير من إخراج سيرغي أيزنشتاين حول أحداث ثورة 1905، الفيلم الذي مُنع من العرض عقوداً طويلة، في بلد له تاريخ مستمر حتى الآن في الرقابة القاسية على السينما حسب تعبير الكاتب البريطاني توم ديوي ماثيوز في كتابه «تحت مقص الرقيب».
هذا ما حدث بالضبط، أنتج الإنكليز فيلماً ضد ستالين، فانتشرت السينما السوفييتية عندهم.