ريشة بيضاء على مسرح أبيض
اعتباراً من تاريخ 21 آب الجاري، قدم مسرح الطفل والعرائس في مديرية المسارح والموسيقا بوزارة الثقافة عروض مسرحية «الريشة البيضاء» على خشبة مسرح القباني بدمشق. وتستمر عروض المسرحية لمدة 15 يوماً حتى تاريخ 4 أيلول القادم.
تفاعل الأطفال
رغم العرض اليومي لمسرحية الريشة البيضاء، ملأ الجمهور مدرجات المسرح يومياً، وهناك منْ لم يحصل على فرصة الحضور، وغص المكان بالأطفال والعائلات لمشاهدة المسرحية.
تفاعل الأطفال مع شخصيات المسرحية أثناء العرض، وعلا صوتهم هتافاً وضحكاً وتصفيقاً وجواباً، تفاعلوا مع المشاهد الكوميدية أو مع شخصيات بعينها، مثل: خربوش وقرود وهمام وغيرهم من شخصيات المسرحية التي زرعت الفرح في قلوب الأطفال.
الفرح إلى قلوب الأطفال
كتبت إحدى الصحف معلقة: «تعتبر مسرحية الريشة البيضاء عرضاً استثنائياً، ليس لأنها سبقَ وأن قُدمت في العام 2002 في دمشق، ونال عنها المخرج جائزة أحسن نص مسرحي في مهرجان مسرح الطفل في الأردن، وإنما لأنها عرضٌ استطاع رغم بساطته، أن يدخل الفرح إلى قلوب الأطفال الذين حضروه، من خلال حبكته، والموسيقا والأغاني المرافقة له».
تعامل المخرج بذكاء وحنكة مع الأطفال حين دمجهم في العرض، سواءٌ على صعيد الديكور، أو على صعيد الحوار، مستخدماً سينوغرافيا متميزة حين بنى جسراً خشبياً ممتداً من خشبة المسرح إلى صالة العرض، فاستطاع عبره، تحقيق ذلك التواصل، ولفت انتباه وتركيز الطفل لشخصيات العمل. كذلك لعبة خيال الظل التي استطاع من خلالها خلق أجواء توحي بالغابة، والقصر، وتصور معارك الحطاب مع ذئاب الغابة، كل ذلك في طريقه إلى بحيرة البجع حيث توجد الريشة التي يبحث عنها.
العمل والكسل
تدور قصة العمل المسرحي حول الاجتهاد والعمل، وحضر عنصر الصراع في العرض ليضع الاجتهاد والعمل في تناقض مع الكسل والكذب. أكدت المسرحية أن لكل مجتهد نصيباً مهما كانت الصعاب التي تواجه طريقه، من خلال دور الحطاب همام، ومساعده القرد «قَرُّود»، اللذايَن انطلقا في رحلة البحث عن الريشة البيضاء التي ستشفي الأميرة، وتعيد لها القدرة على الكلام كما قال الطبيب للملكة.
تعرض الاثنان لشتى أنواع المخاطر والسرقات خلال الطريق، مثل: هجوم الذئاب، وسرقة خربوش الكسول للريشة البيضاء طمعاً في المكافأة السهلة.
تكمن أهمية الفكرة الرئيسة في المسرحية في توجيه وعي الأطفال نحو الاجتهاد والعمل، وهو ما مثّله الحطاب والقرد، في مقابل تحريضهم على محاربة الكسل والكذب والطمع.
الريشة البيضاء x المسرح الاستهلاكي
تختلف مسرحية الريشة البيضاء عن عروض مسرح الطفل السائدة اليوم، تلك العروض التجارية والاستهلاكية التي تساهم في توجيه وعي الأطفال نحو مسارات خاطئة.
على سبيل المثال لا الحصر: عُرضت مسرحية في إحدى مدارس دمشق وهي تحرض الأطفال على التدخين بشكل غير مباشر، وذلك من خلال تدخين الممثلين خلال عرض المسرحية، وتغليف مشاهد التدخين بكوميديا مبتذلة تافهة.
احتوت مسرحية الريشة البيضاء رغم أهميتها على بعض الجوانب السلبية، مثل: حضور المرأة بصورة نمطية هامشية تلعب دور الضحية، وحضور الأبوية الإقطاعية من خلال موقف الحطاب من الملكة.
فإذا كانت مسرحية الريشة البيضاء تخبرنا عن وجود مسرح سوري يتناقض مع المسرح التجاري الاستهلاكي، فما ضرورة وجودة مخلفات من العصور الإقطاعية؟ وما فائدة حضورها في أذهان الأطفال السوريين؟
رسالة الحركة المسرحية
أعادت «الريشة البيضاء» إلى الأذهان أهمية دور الدولة في الحركة المسرحية من خلال العروض المجانية، وعرفتنا إلى ممثلين يرفضون تسليع المسرح.
كانت العروض المجانية أيام العيد إشارة إلى ضرورة تقديم المسرح للناس، من بطولة ممثلين مقتنعين بأنهم يقدمون شيئاً للمجتمع ولمسرح الطفل، يرفضون التسليع رغم حاجتهم إلى المال، في واقع سيطر فيه شبح التجارة على هذا الفن، ومنع تطور المسرح الحقيقي لأسباب مختلفة، منها: أسباب سياسية، ومنها: جمع الأرباح من المسرح الاستهلاكي وغير ذلك.
أدت «الريشة البيضاء» رسالتها المسرحية والاجتماعية، أدخلت البهجة إلى قلوب الأطفال، والأهم من ذلك أنها علمتهم شيئاً، كما أدت رسالتها الإعلامية غير المباشرة التي تقول: إن التسليع يقتل فن المسرح والممثلين معاً.
بعض ما قاله الجمهور
عبّر الجمهور عن سعادته بطرق مختلفة كالتفاعل مع مشاهد المسرحية بالنسبة إلى الأطفال، والتصوير بالنسبة إلى الكبار.
كما عبر أهالي الأطفال عن سعادتهم لحضور أولادهم وبناتهم عرض المسرحية التي علمتهم شيئاً، بينما أعجب بعض الحضور بشخصيات من المسرحية مثل: قَرُّود وهمام وخربوش. كما كانت المسرحية مناسبة جمعت أصدقاء قدامى وعائلاتهم.
فريق عمل «الريشة البيضاء»
تأليف وإخراج: وليد جميل الدبس
المخرج المساعد: محمد المودي
تصميم الديكور والإكسسوار وكلمات الأغاني: محمد وحيد قزق
موسيقا وألحان: أيمن زرقان
إضاءة: بسام حميدي
ملابس: سهى العلي
ماكياج: نور الخطيب
تصميم إعلاني وفوتوغراف: بسام البدر
تصميم رقصات: رأفت زهر الدين
تنفيذ فني للديكور: د. عروب المصري
تنفيذ الصوت: إياد عبد المجيد
تنفيذ إضاءة: محمد قطان
تنفيذ تقنيات: عماد العامر
مدير منصة: هيثم مهاوش
مسؤول ملابس وإكسسوار: علي النوري
الممثلون:
سيرينا محمد بدور «قرود».
باسم عيسى بدور «الديك».
مؤيد الخراط بدور «همام».
ناصر الشبلي بدور «خربوش».
فادي حموي بدور «دبدوب».
ميار الدبس بدور «حارس الغابة».
داود شامي بدور «الطبيب».
عايدة يوسف بدور «الملكة».
جودي الزاقوت بدور «الأميرة».
رباب كنعان بدور «ملكة البجعات».
أداء صوت سيد الذئاب: محمد وحيد قزق.
أداء صوت مارد الثلج: وليد الدبس.
أداء صوت الذئب: محمد مهاوش.