العيد المسروق!
كيف احتفلتم بالعيد؟ وهل احتفلتم حقاً؟ أو هذا ما تعتقدون به على الأقل! ربما ستشعرون بالصدمة إذا اكتشفتم كم نحن جميعاً مخدوعون.
يحتفل الإنسان بأعياد ومناسبات مختلفة، بعضها قديم يعود الاحتفال به إلى آلاف السنين، وبعضها جديد. بعض الأعياد دينية، وبعضها الآخر شعبي أو سياسي... إلخ.
سرق الناهبون أعيادنا، وأطفؤوا بهجتها، بل وحولوها إلى مناسبة للتجارة وجمع الأرباح لدرجة بيع منتجات لا يحتاجها الإنسان، ولو كان بالإمكان وضع العيد في علبة، لجرى بيعه هو الآخر في الأسواق مع وضع علامة السعر والثمن وشعار النخب الأول.
لا يمكن تعليب العيد، ولكن جرى تسليعه بشكل كامل، وهنا لا توجد حكومة تفرض شيئاً اسمه «ضريبة العيد القسرية» مع إشعار بالدفع، بل يوجد ناهبون فوق الحكومات يأخذون منكم ضريبة العيد القسرية والدورية وأنتم تعتقدون بأنكم تحتفلون بالعيد مع العائلة والأطفال.
أخذوا منكم ضريبة مخادعة كل عيد، هي لا تبدو كالضريبة ولكنها كذلك، يجري جبايتها بشكل دوري، مثل: ضرائب الصرف الصحي والهاتف والكهرباء والإنترنيت وطابع إعادة الإعمار. ولكن لا يوجد شيء اسمه إشعار ضريبة العيد ولا طابع ضريبة العيد ولا حكومة تفرضها.
أما بهجة العيد، فتحولت إلى سلعة إضافية لجني الأرباح منكم على يد من فرض ضريبة العيد عليكم. لم تتوقف الأمور عند هذا الحد، بل وصل التسليع إلى المشاعر الإنسانية.
من باعكم البهجة والفرح في العيد، هو نفسه من باعكم الحزن في مناسبة، والحب في مناسبة أخرى، وهكذا جرى تسليع المشاعر الإنسانية، ولا أعرف إن كان هناك من يفكر ببيع الملل والكآبة والغضب والكره والمشاعر الأخرى، أو تجاوز الموضوع إلى حد بيعها فعلاً بالجملة والمفرق.
وهل تعرفون أيضاً: أن الأعياد صارت تقاس بالغيغابايت؟ ففي الشرق وكما جرت العادة، تبادلت العائلات والأصدقاء زيارات العيد، ويبدو أن هذا الطقس قد تقلص وحلت مكالمة الفيديو محل الزيارة، ليزيد ذلك من العزلة الإنسانية واغتراب الإنسان في الرأسمالية.
أيها المنهوبون: لقد سرق الناهبون عيدكم فاستعيدوه.