بؤساء الأرض

بؤساء الأرض

إنه يوم آخر يمضي، لا شيء جديد سوى الصراع اليومي، إنها حرب من نوع آخر. حرب الحضارة على البؤساء، حرب رجال الشرطة ضد سارق رغيف الخبز البائس، وحماية الشرطة لسارق الأوطان وناهب الشعوب. في حرب مثل تلك، يحيا بؤساء الأرض.

في نهاية اليوم يزداد العمر يوماً، وهذا ما تتمكنون من فعله في حياة الفقر، صراع ونضال من أجل ماذا؟ يوم آخر ينقص من الحياة! وفي نهاية اليوم، يوم أبرد، وما ترتدونه لا يبعد عنكم البرد، ويأتي الوباء بسرعة مستعداً للقتل. يوم آخر يقترب من الموت. في نهاية اليوم لن تأخذوا شيئاً مقابل لا شيء، فهناك أطفال يجب إطعامهم.
بهذه الكلمات يصور لنا فيلم «البؤساء» الغنائي حياة الناس، الفيلم مقتبس من رواية فيكتور هيغو التي تحمل الاسم نفسه، الرواية التي اقتبس منها أربعة أفلام سينمائية خلال سنوات مختلفة: 1935، 1978، 1998، 2012، والفيلم الرابع فيلم غنائي موسيقي، يسرد قصصاً عن حياة الناس البؤساء في القرن التاسع عشر في فرنسا. أبطاله جان فالجان وكوزيت ومفتش الشرطة. تدور أحداث الفيلم عشية ثورة 1830 التي كانت بمثابة تمرين وتدريب للناس على ثورات 1848 في أوروبا.
لا يختلف الوصف الروائي لفيكتور هيغو، وتصوير مشاهد الفيلم السينمائي لحياة بؤساء القرن التاسع عشر في فرنسا، عن حياة البؤساء الواقعية في مختلف بقاع العالم. تتكرر المشاهد نفسها أو ما يشابهها في الهند وإندونيسيا وأمريكا اللاتينية، في أوروبا وإفريقيا، في سورية واليابان، في بلدان الشرق والغرب.
تتكرر المشاهد نفسها، حيث يستيقظ الناس صباحاً وينقص من عمرهم يوم، ينقص من عبوديتهم الاقتصادية الاجتماعية يوم واحد، يسرقهم سيد ذو بدلة أنيقة، وتقف هراوة الشرطة فوق رؤوسهم، يستيقظون صباح اليوم التالي والتالي، يمضون عمرهم في ملاحقة السراب.
يبدو المشهد للوهلة الأولى كمعركة الماء مع الحجر، ينتصر الحجر القاسي ويبدد قطرات الماء في كل مكان ويهزمها شر هزيمة، ولكن ينتصر الماء الضعيف على الحجر القوي في النهاية، تتجمع ضربات قطرة وراء قطرة، تراكم القطرات يثقب الحجر، يفتته إلى ذرات أصغر فأصغر حتى يتلاشى ويختفي، وتبتلعه قطرات الماء المتجمعة. وهكذا ينتصر البؤساء الضعفاء على الأسياد والهراوات القوية ويحدث التغيير.