من جدران الكهوف إلى أعمدة الصحافة
لؤي محمد لؤي محمد

من جدران الكهوف إلى أعمدة الصحافة

صدر مؤخراً كتابان في حلة جديدة لممدوح حمادة حول فن الكاريكاتير عن دار رسلان بدمشق، كتاب «فن الكاريكاتير من جدران الكهوف إلى أعمدة الصحافة»، وكتاب «الكاريكاتير في الصحافة الدورية»، الكتابان اللذان صدرا في طبعات سابقة عن دار عشتروت عام 1999. وعلق ممدوح حمادة عن الحلة الجديدة قائلاً: الكتابان لهما طابع نظري ربما لن تكون قراءتهما ممتعة لمن اعتاد على متعة قراءة الكتب الأدبية.

الكتاب الأول: «فن الكاريكاتير من جدران الكهوف إلى أعمدة الصحافة»، محاولة لرصد تاريخ فن الكاريكاتير وتطوره والبحث عن جذوره في تاريخ الفن التشكيلي منذ القدم أيام رسوم الكهوف، وإلى استخدامه في الصحف مع الاطلاع على أعمال الكثير من فناني الكاريكاتير.
يقول ممدوح حمادة في «الكاريكاتير في الصحافة الدورية»: لا يمكن تصوّر كاريكاتير بدون صحافة وكذلك صحافة بدون كاريكاتير، ولكن هذا لا يعني أن الكاريكاتير يرتبط بالصحافة ارتباطاً آلياً، بسبب تعرض الكاريكاتير إلى تأثيرات تتعلق بأول تقسيم في الصحافة، والذي بلور الكاريكاتير في المجلة والكاريكاتير في الجريدة.
السبب الأساس لوجود الفوارق هو الفترة الزمنية الأطول بين العددين في المجلة تصدر كأسبوعيات إلّا أنّ الأغلبية الساحقة من الجرائد تعتبر يومية ومن هنا فإننا عندما نميز الجريدة عن المجلة فإننا بذلك نقصد الجريدة اليومية.
وإضافة إلى هذا وذاك فإن الوقت الكافي في المجلة يسمح للرسام باستخدام تقنيات أكثر تعقيداً مما يسمح الوقت للرسام في الجريدة، ففي المجلة يمكن تنفيذ الرسم بالألوان المائية أو الزيتية، أما في الجريدة فإن رسام الكاريكاتير مضطر لإلقاء خطوطه السوداء على ورقته البيضاء على عجل وتقديمها لهيئة التحرير، وهكذا فإن الكاريكاتير في المجلة والجريدة يتأثر أيضاً في مجال التقنيات.
والرسم الذي اعتبر قديماً في الجريدة، هو جديد في المجلة لأن الموضوع الحيوي في المجلة يمكن أن يكون ذلك الحدث الذي حصل منذ سبعة أيام أما في الجريدة فإن الحدث الذي جرى قبل يومين يمكن أن يكون موضوعاً غير حيوي، وبالتالي فإن الكاريكاتير في المجلة يمكن أن يكون حيوياً لمدة أطول من الكاريكاتير في الجريدة.