فواز الساجر ومسرح التغيير الاجتماعي
«أنا أفهم المسرح كمسرح يغير ولا يتغير، أنا أرفض المسرح الذي يقدم قيماً أخلاقية ثابتة من منظور تبريدي، المسرح المطلوب في وطننا، هو: المسرح الذي يؤكد قيماً اجتماعية وأفكاراً جديدة تدفع بوعي الناس إلى الأمام».
فواز الساجر
قبيل رحيله بأشهر شارك في احتفالات دمشق بالذكرى السبعين لثورة أكتوبر الاشتراكية 1987 مؤكداً على مقولته: «افتحوا الكون، الضِّيقُ يقتلنا». في أيار 1988 رحل المخرج المسرحي فواز الساجر عن عمر قصير، ولكن بعد أن ترك تجربة غنية في المسرح السوري.
قطع 40 سنة في الحياة بين منبج وحلب ودمشق وطوكيو وموسكو، أنجز أول أعماله المسرحية في العام 1973 مع أسرة المسرح الجامعي بحلب حيث أخرج للفرقة مسرحية «الضيوف لا يحبون الإقامة في هذا البلد» عن مسرحية «غيفارا» للشاعر المسرحي الفلسطيني معين بسيسو، وفي العام نفسه قدّم مسرحية «حليب الضيوف» للكاتب المسرحي المغربي أحمد الطيب العلج، لصالح فرقة مسرح الشعب في حلب.
في عام 1977 أسس مع سعد الله ونوس المسرح التجريبي لأول مرة في سورية، أنهى الدكتوراه في المسرح عام 1982 في الاتحاد السوفييتي، أوفد إلى اليابان للاطلاع على المسرح الياباني، وساهم في تأسيس المعهد العالي للفنون المسرحية وعمل مدرساً فيه.
كان الساجر يشير إلى ضيق المجال الإبداعي بسبب الأوضاع الاجتماعية والسياسية والثقافية عموماً، التي تجعل الفنان المبدع أسير قيود من التقاليد والقواعد والأحكام والرقابة.
قال عنه سعد الله ونوس في حفل تأبينه: «أنا قد يسعفني الحظ ويندمل جرحي. أما المسرح فقد يطول به الانتظار حتى يسترد الألق الذي انطفأ حين توقف قلب فواز الساجر».
نستطيع القول اليوم: إن المسرح قد يطول به الانتظار حتى يسترد الألق الذي انطفأ حين توقف قلب فواز الساجر وسعد الله ونوس.