حافلة المجتمع وسائقو فيسبوك!
آلان داود آلان داود

حافلة المجتمع وسائقو فيسبوك!

ماذا تعرفون عن مدوني التعليقات وناشري الأخبار في وسائل التواصل الاجتماعي؟ بعيداً عن الصورة النمطية لبوست «الصديق البريء»، ثمة ما يجري بشكل منظم من ورائنا، تعالوا نتعرف إلى طريقة عمل تلك المجموعات.

 

هناك نوعان لفرق المدونين على مواقع التواصل الاجتماعي مثل: الفيسبوك والتويتر وغيرها، النوع الأول: سائقو الحافلة وهم قادة الحافلة بكل الأحوال، مهمتهم صناعة الأخبار والرموز والمواد الإعلامية كما يريد مالكو وسائل الإعلام الكبرى في العالم، ولا يظهرون إلا بصورة بوست «الصديق البريء» الذي تفاعل معه الأصدقاء.
يقف خلف الفريق الأول وبشكل أعمى ركاب هذه الحافلة «الجمهور»، فلكل شائعة أو مادة إعلامية جمهورها المجاني الذي يروجها بترحاب كبير ويدافع عنها بعناد ويتبناها كرأي.
وهكذا يتلقون الشائعة، أو المادة أو خط سير التعليقات من الفريق الأول «سائقو حافلة المجتمع»، وتبدأ عملية النشر والتعليق على نطاق أوسع من نطاق الفريق الأول، وذلك حفاظاً على حقهم في تثبيت عضوية «ركوب حافلة المجتمع» وعدم التخلف عن الركب، لن يشعر أحدهم بالخدعة التي انطلت عليه، بل ويرتدي حلة المثقف الفيسبوكي المعاصر الذي يتابع كل شيء!
من أبرز أساليب الحرب الإعلامية النفسية في القرن الواحد والعشرين، هو: أسلوب «حافلة المجتمع»، عند استخدام هذه التقنية، يتم اختيار مجموعة من الأحكام والجمل والعبارات والرموز التي تتطلب الثبات على نوع معين من السلوك، وخلق انطباع بأن الجميع يفعلون ذلك. يشعر الجمهور بالأمان تجاه هذا السلوك، أو هذه الشائعة، فيتبناها ويدافع عنها ويبدأ بترويجها دون أن يدري ماذا يفعل بالضبط، أو من يخدم بالضبط.
تصل حالات التفاعل مع صناعة الرموز والإشاعات إلى درجة شتم المتخلفين والمختلفين مع هذا الركب الفيسبوكي، ترتفع حرارة المعركة الافتراضية، ويستل ركاب الحافلة سيوفهم «تعليقاتهم»، ويحشدون لها الأصدقاء الفيسبوكيين، وأصدقاء الأصدقاء والجيران وعابري السبيل وطالبي الدعم والمدافعين عن اللا مكان. أما سائقو الحافلة فيبتسمون بهدوء بعيداً عن هذه المعركة الافتراضية.