المُترجم المُخبر
لؤي محمد لؤي محمد

المُترجم المُخبر

أنت تشعر بالألم، تعرضت للظلم والاضطهاد، تأكد أن معاناتك هي مجال آخر للاستثمار وتحقيق الأرباح في العالم الرأسمالي، ومن قبل جهات متعددة تتسابق إليك بصفتك سلعة مجانية يمكن بيعها. ولذلك الاستثمار أشكال ومستويات مختلفة.

تعوّد الناس في بلداننا على مشاهدة الصورة النمطية للمُخبر، الشكل الكلاسيكي الذي يدل على نفسه، ماذا عن نوع آخر من المخُبرين الذين لا يلاحظهم أحد؟ تعالوا نتعرف على أحدهم في صورته النمطية النادرة!
تنفذ منظمات دولية مشبوهة على شاكلة «مترجمين بلا حدود»، وغيرها صفقات التعاقد مع مترجمين ومثقفين يتكلمون اللغة الأصلية للمنطقة المستهدفة بلهجة معينة، بغية العمل لأغراض مشبوهة في جوهرها.
نشر موقع glass door الخاص بفرص العمل، إعلاناً وقحاً يطلب مترجمين للعمل في مناطق الأزمات لصالح المخابرات الأمريكية، وطلبوا أن تتضمن السيرة الذاتية للمترجمين أن يكونوا ضليعين بالعمل الاستخباراتي!
المُترجمون المُخبرون يتواجدون في العديد من المناطق الساخنة، وإضافة إلى لغة البلد، يجيدون اللغات أو اللهجات المحلية، ليكونوا سفراء موثوقين عند السكان، يعملون عند الجهات التي لا يبدو عليها العمل الاستخباراتي الذي يخرق بنية المجتمعات، ولكنها كذلك بالفعل أمام أنظار الجميع الذين لا يستطيعون تمييزه.
قد يبدو هذا النوع من المخبرين بريئاً في نظر الناس، ويظهر كشخص محترم في مجتمعه! ويحظى بمكانة ما، فهو مترجم مثقف ظاهراً. أما في واقع الحال فهو يخدم مؤسسات الاستخبارات في العالم دون قصد.
يتعرض الناس للاستغلال على يد المؤسسات الرأسمالية التي تبدأ الاستغلال بصناعة الأزمات، والاستثمار فيها، إلى الربح من حاجة الناس للعمل، وإلى تحويل النشاط الثقافي لخدمة الأجندات السياسية ومشاريع الفوضى.

آخر تعديل على الإثنين, 26 شباط/فبراير 2018 13:44