الرسائل السياسية الضمنية للسينما

الرسائل السياسية الضمنية للسينما

عرضت دور السينما في مدينة نيويورك بتاريخ الأول من كانون الأول 2017 فيلماً سينمائياً بعنوان «The shape of water» أو شكل الماء للمخرج جييرمو ديل تورو، وأثير ضجيج في وسائل الإعلام العالمية عن هذا الفيلم «الجميل» وترجم إلى معظم لغات العالم في غضون شهرين.

حرص منتجو الفيلم الخيالي، أن يظهر بطلا الفيلم الفتاة البكماء والرجل السمكة، بشكل يجمع تعاطف المشاهدين كالمغناطيس، باستخدام رموز وإشارات تحاكي ظلماً مفترضاً يتعرض له الرجل السمكة على يد الأمريكيين ويطارد من قبل السوفييت في زمن الحرب الباردة.
يتعاطف المشاهد مع أبطال الفيلم المنسوج بعناية روائية وسينمائية، وفي المشاهد النهائية أقحم نص_ لا علاقة له بالفيلم_ إقحاماً، نستطيع القول: إن هذا النص هو الرسالة السياسية الإعلامية للفيلم!
يحكي إحد الحوارات من فيلم الحب والرومانسية «القصة بشأن شمشون، بعد أن قام الفلسطينيون بتعذيبه وفقدانه لبصره، طلب شمشون من الرب القوة التي يحتاجها، والرب أعطاه قوته مرة أخرى للمرة الأخيرة، وقد أمسك أعمدة المعبد بيده القوية وقام بسحقها، أسقط المعبد على الفلسطينيين، مات هو أيضاً، لكنه قضى على جميع الأوغاد».
يوجه الفيلم إهانة كبيرة للفلسطينيين عبر هذه الرسالة الضمنية التي سيظنها البعض عابرة، لكنها تثبت في أذهان المشاهدين المتعاطفين مع قصة الحب الجميلة بين فتاة بكماء تقع في حب الرجل السمكة مواضيع سياسية، مثل: الظلم المفترض الواقع على اليهود على يد الفلسطينيين! في تشويه لحقائق التاريخ باستخدام أساطير من التوراة والتعاليم الصهيونية.
الرسائل غير المباشرة في السينما إحدى أدوات الصهيونية لإدارة وتوجيه الرأي العام العالمي منذ سبعين عاماً، بما يتماشى مع مصالحهم باحتراف وإتقان، أما دفاعات الشعوب ضد هكذا صراع، فهي أدوات ليست بالمستوى المطلوب، لا من ناحية التقنيات، ولا من ناحية الإمكانات.
قد يستطيعون خداع أعدادٍ ضخمة من المشاهدين في هذا الفيلم، كما فعلوا في أفلام سابقة، لكن الكوفية الفلسطينية تلك الأداة البسيطة والجبارة تقف في وجه الإمكانات الضخمة للصهيونية كلها، في العسكرة والسينما والأدب والتشويه العالمي للتاريخ الفلسطيني.