آنجلس ليس تمثالاً

آنجلس ليس تمثالاً

تمثال فريدريك أنجلس الذي وقف يوماً ما في أوكرانيا أعيد تدشينه اليوم في مانشيستر، في ذلك المكان حيث كتب دراسته التي تحمل عنوان «وضع الطبقة العاملة في إنكلترا».

ما قصة الضجيج العالي في الإعلام البريطاني حول فريدريك آنجلس في الأيام القليلة الماضية، صحف كبرى بدأت تحتفي بهذا الرجل، وهو الذي بشر بدفن مالكي هذه الصحف منذ القرن التاسع عشر.
كتبت «ذا غارديان» البريطانية عن العار الأوكراني، وهدم آخر ما تبقى من تماثيل آنجلس في خاركوف وزابوروجيا، واستغلت ذلك لتمرير حملة تشويه ضد ستالين في إهانة لملايين الأوكرانيين الذين قتلوا في ظل النازية، ونقلت الصحيفة تعليقات المحافظين الإنكليز الذين أصابهم الرعب بسبب التمثال.
بينما قامت «فاينانشال تايمز» بنقل تفاصيل قصة نقل بقايا التمثال من زابوروجيا الأوكرانية وترميمه في مانشيستر البريطانية، وكأنها قصة بطولية، لتقول فيما بعد: آنجلس الشيوعي الأول في مانشيستر يعود إلى الرأسمالية كتمثال مرمي في الماضي. لتساهم أيضاً في الحملة ضد «الستالينية»، والحديث عن اختلاف الأعراق والقوميات في أوكرانيا مصورة ما يجري في أوكرانيا كصراع قومي بينها ليس أكثر. كما حذرت من عودة الماركسية والاشتراكية.
صحف أخرى كتبت: «آنجلس يعود إلى إنكلترا»، بينما نشطت وسائل الإعلام الناطقة باسم الجاليات الأوكرانية «تضم مانشيستر أكبر جالية أوكرانية في بريطانيا» للحديث عما يسمى الهولدومور أو المجاعة الأوكرانية الكبرى! وتوظيف ذلك للصراع ضد روسيا.
أصبح تمثال آنجلس موضوع سخرية الصحافة البريطانية ومهرجان مانشيستر الدولي الذي يقام الآن، بينما قالت مواقع مؤيدة للـ «BREXET» أن تمثال المفكر الألماني يرمز إلى الانبعاث الاشتراكي والمد اليساري في بريطانيا.
على كل حال أقام البعض في مانشيستر نشاطات عن فريدريك آنجلس، ضمت معارض صور فوتوغرافية وأفلاماً قصيرة وجزءاً من أعماله، وقد حولته الصحافة البريطانية إلى سخرية وقد تعتقد أن آنجلس مجرد تمثال!
هناك خوف حقيقي عند من يقف وراء الإعلام العالمي من أفكار آنجلس، يسخرون منه، وقد يحولونه إلى رمز استهلاكي مثل صورة تشي غيفارا في قادم الأيام، فمن سيدافع عن فريديك آنجلس اليوم؟
نستطيع القول: إن ستالين قد دافع عن نفسه وعن آنجلس، قبل عقود من الآن قائلاً: «سترمي الأجيال القادمة قاذوراتها فوق قبري، ولكن التاريخ كفيل بإزالتها».

معلومات إضافية

العدد رقم:
821