تويتر لا يكذب عليكم
هل هو وحي النخوة الذي نزل فجأة على رؤوس إدارة موقع التواصل الاجتماعي «التويتر» خلال الأسبوع الماضي، لتتبعها شبكات التواصل الاجتماعي العملاقة الأخرى مثل «لفيس بوك» ويوتيوب ومايكروسوفت، التي أعلنت إنها بصدد تشكيل مجموعة عمل عالمية لتوحيد جهودها لحذف المحتوى المتطرف من منصاتها في إطار الحرب الإلكترونية على الإرهاب!
هذا العمل العالمي الذي جاء استجابة لـ «ضغوطات» من حكومات أوروبية، ومن الولايات المتحدة، بعد «سلسلة هجمات شنها متشددون»، وحسب تصريحات تلك الإدارات إنها ستقوم بتبادل الحلول الفنية لحذف المحتوى الإرهابي، وستتعاون بشكل أوثق مع خبراء فى مكافحة الإرهاب.
وقالت الشبكات الكبرى فى بيان لها، إن منتدى الإنترنت العالمي لمكافحة الإرهاب سيصوغ ويضع هيكلاً لمجالات التعاون الحالية والمستقبلية، بين الشبكات وسيدعم التعاون مع شركات تكنولوجيا أصغر ومنظمات للمجتمع المدني، وأكاديميين وحكومات وكيانات مثل الاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة. كما دعا الأوروبيون شركات التكنولوجيا، الأسبوع الماضى، إلى تأسيس منتدى متخصص وتطوير تكنولوجيا وأدوات جديدة، لتحسين الرصد الآلي وحذف المحتوى المتطرف.
الأوروبيون «اللطفاء» والغرب «الإنساني» المناضل في سبيل حقوق الحيوان والمثليين وبلاد حلم الوهم الأمريكي، لا يحاولون خداعكم، لا بل إن تويتر لا يكذب عيلكم بتاتاً أنتم أيها المتابعون «البسطاء» في الشرق والعالم.
سبع سنوات من السماح ببث المحتوى الإرهابي الفاشي بالنسبة لبلدان الشرق، وعشر سنوات من السماح ببث المحتوى الفاشي بالنسبة إلى بلدان أوروبا الشرقية «أوكرانيا وأستونيا ولاتفيا وليتوانيا بشكل خاص»، ويعلنون اليوم أن فزاعة الغربان هي من تتحمل المسؤولية عن ذلك.
أجل إن شبكات التواصل الاجتماعي العملاقة لا تكذب عليكم، وهي بريئة من تنظيم وبث هذا المحتوى الذي اكتشف فجأة أنه إرهابي!
وكأن المنظومة التي تتحكم بهذه الأمور لا تتحمل المسؤولية الأولى والأخيرة عن تبلور هذا البث الإعلامي وتطوره الضخم، عبر العالم كله، وربما تحقيق أرباح ضخمة من تشغيل سيرفراتها في خدمة هذا البث الذي سيجري حظره في قادم الأيام.
انظروا أيها البسطاء، لم يكذبوا عليكم فقط، بل حققوا الأرباح الهائلة من خداعكم وإجباركم على مشاهدة صناعتهم التي سيتبرؤون منها قريباً.
معلومات إضافية
- العدد رقم:
- 817