صعاليك الشرق
شاهد أطفال سورية والعالم العربي مسلسل الأطفال «روبن هود» قبل عقدين ونصف من الزمان، وترسخت شخصيته في أذهان الكثيرين كنوع من الرموز التي يفرضها علينا الإعلام الغربي قسراً.
تعود قصة روبن هود إلى القرن الحادي عشر الميلادي، وإلى الفولكلور الإنكليزي بالضبط، عن فتى ينحدر من الطبقات الأرستقراطية ويشن الغارات على أبناء طبقته من الأغنياء ويسلبهم الغذاء والمال ليوزعه على الفقراء «الفلاحين في حينه»، كتبت عنه القصص والقصائد وضرب به المثل، وفي القرن العشرين انتجت عنه أفلام سينمائية وصدرت كتب في التاريخ والأدب التي تتحدث عن روبن هود. ولم تتحدث إمبراطوريات الإعلام العالمي عن قصص مشابهة لعدد من شعوب الشرق.
درج مصطلح «الصعاليك» في التراث العربي والتاريخ الأدبي وهم مجموعة من الشعراء ممن خرج عن النظام القبلي السائد، ومنهم السُّليك بن السُّلكة، وتأبط شراً، والشنفرى، حاجز الأزدي، وقيس بن الحدادية، وعروة من الورد. كتبوا قصائد عبرت نصوصها عن الرغبة في تجاوز نظام القبيلة السائد، ورفض الوضع الطبقي، وقد مثّل الصعاليك الصوت الفردي، صوت «المعارضة» الخارج على مجتمع القبيلة، الذي شكل وحدة اجتماعية اقتصادية سياسية نوعاً ما في ذلك الحين، عبر عنها الأدب وخصوصاً الشعر أصدق تعبير. وكان طلبهم للمال والغنى من أجل توزيعه على الفقراء والمحتاجين.
تحفل منطقة جبال راوندوز في شمال العراق بقصص عن فتى ينحدر من الطبقة الإقطاعية ويدعى نوري باويل آغا الذي كان يشن الغارات على الآغوات ويفرض الإتاوات على التجار لتوزيعها على الفقراء مطلع القرن التاسع عشر.
وحسب الكاتب السوفييتي جليلي جليل كانت تنتشر مجموعات متعددة من المتمردين في الجبال تدعى «السوران» أي: الحمر تسلب الأموال من الأغنياء لتوزيعها على الفقراء في ذلك الوقت، وتحدث الكاتب عرب شاميلوف في كتابه مسألة الإقطاع عند الكرد 1937 إن تقاليد التمرد على النظام القبلي والعشائري بهذا الشكل كانت منتشرة بشكل كبير بين القرنين السابع عشر والتاسع عشر.
وهناك قصة أوليسكا دوفبوش الذي كان يشن الغزوات على والنبلاء، ويوزع الغذاء على الفقراء وذاع صيته في كل أوكرانيا عام 1730م وألفت عنه قصائد وأغانٍ وأساطير.
معلومات إضافية
- العدد رقم:
- 814