كسر الهيمنة الثقافية

كسر الهيمنة الثقافية

تسمح التطورات العالمية في مجالات الثقافة والفن المختلفة بفتح إمكانية مشاركة سورية فيها، تلك التطورات التي تؤدي إلى كسر الهيمنة الثقافية العالمية الحالية مثل ما يجري كسر الهيمنة العالمية في السياسة والاقتصاد.

 

اليوم تتبلور الملامح الأولى لتعاون ثقافي بديل عما كان قبل سنوات، وصرنا نشهد أيام الثقافة الهندية في دمشق، أو الأيام السينمائية الصينية، ومشاركة فيلم سوري لأول مرة في مهرجان الأم صوفيا في روسيا. 

انطلقت فعاليات الدورة الـ 12 من المهرجان الدولي للسينما الأرثوذوكسية «الأم صوفيا» في مدينة كالوغا الروسية 6-21 شباط، بمشاركة سورية لأول مرة. شارك في هذا المهرجان الذي يقام سنوياً منذ 2005، أكثر من 75 فيلماً يمثل 25 بلداً، وهي أفلام تحمل قاسماً مشتركاً، بين جميع الشعوب، وتدعو إلى التسامح والمحبة وكانت المشاركة السورية عبر فيلم «ياسمين»، من إخراج المهند كلثوم، ويصور الفيلم معاناة الأطفال السوريين خلال فترة الحرب على بلادهم.

كما بدأت فعاليات الأيام السينمائية الصينية 9-18 آذار، التي تنظمها المؤسسة العامة للسينما، بالتعاون مع سفارة جمهورية الصين الشعبية في دمشق، في عدة محافظات، لتفعيل التبادل الثقافي السوري الصيني ولما للسينما من دور فعال في إنعاش ذاكرة الشعوب، وما تحمله من إرث فني يعكس العادات والتقاليد في المجتمعات، وأكدت السفارة الصينية بدمشق بأنها ستقوم بتنظيم فعاليات ثقافية أكثر في المستقبل.

بينما افتتحت فعاليات «الأيام الثقافية الهندية» 9/4/2017 بالتعاون بين وزارة الثقافة والمجلس الهندي للعلاقات الثقافية، وسفارة الهند بدمشق، تضمنت معرضاً صور جبال هيمالايا، وصور الآثار الهندية والرقصات الفولكلورية وموسيقا ومسرحاً، إضافةً إلى معرض كتب مترجمة عن اللغة الهندية والإنكليزية تتضمن سيراً لشخصيات مفكرين وشعراء وأدباء هنود، وأساطير وملاحم وقصصاً هنديةً وعرض أفلام وثائقية ومعارض فنية.

تحمل الأيام القادمة تنظيم فعاليات أكثر، للتعاون الثقافي بين سورية وبلدان البريكس، هو تطور طبيعي وإن تأخر بالظهور قليلاً وكان يجب أن يبدأ بزمن أبكر في مجالات الفن والسينما والأدب، وبشكل أوسع قد يمتد إلى الجانبين العلمي والتعليمي بما يسمح بالخوض والمشاركة في البدائل الثقافية عالمياً. 

معلومات إضافية

العدد رقم:
806