يكاد السلاح أن يسكت.. ولم يسكت الإعلام!
كفاح سعيد كفاح سعيد

يكاد السلاح أن يسكت.. ولم يسكت الإعلام!

منذ قطرة الدم الأولى في الفجيعة السورية، كان مواكباً للحرب، يدق طبوله، ينفخ في بوقه، بكل ما أوتي من مؤثرات سمعية وبصرية، وبكل ما امتلك من فصاحة وبلاغة.. كان ضيفاً ثقيلاً على السوري في جٌلّ أوقاته، وهو الذي فُرض عليه أن يحشر في تابوت الانتظار... 

انتظار الكهرباء، انتظار المااااء، انتظار ما يسمى الراتب في بداية الشهر، انتظار الصيدلي لعله يؤمن دواءه المفقود، انتظار السرفيس، انتظار عزيز غائب، انتظار سماع صوت مهاجر في بلاد الغربة .. انتظار كلام يرتقي إلى مستوى كلام بني البشر عن الحياة والجمال، بانتظار ما يخرجه من هذا الجحيم الارضي، ولكن عبثاً .. فلا مكان في إعلام الحرب  لخبرٍ سار يعيد بعض الأمل، يقنع السوري بأن الحياة ممكنة! 

الإعلام ... الإعلام  الحاضر في الخنادق والساحات كلها، شاهد الزور، بمواصفات شهود الزور كلها على أبواب المحاكم، اختلق الأحداث، وفبرك، وحلف بأغلظ الأيْمان، وأبدع في زرع جينات الرُّهاب، والقلق والتوتر، في الوعي الاجتماعي، نبش في كتب التاريخ، فلم ير فيه سوى الأحقاد والصراعات ... حتى كاد السوري أن يرى الدم يتدفق من الشاشات، حتى ظن أن الموت ظله وتوأمه، كان بامتياز منبر ترويج  ثقافة الموت، وثقافة الدم، وثقافة الانتقام، فالأبواب كلها مغلقة، باستثناء الباب الذي يؤدي إلى الحرب، أغلقت الشاشات أبوابها دون من يبحث عن حل، جلبوا العرافين والعرافات، ولا شيء في تنبؤاتهم غير الحرب!  

بعد سريان اتفاق وقف إطلاق النار، وبعد أن بات لجم حصان الحرب الشموس، أمراً ممكناً، وبعد أن كاد السلاح أن يصمت، لم تكف صاحبة الجلالة عن التبشير بالدم، و بعد سبع دقائق، سبع دقائق فقط من سريان الهدنة خرج علينا مراسل إحدى الفضائيات، وهو «أحسنهم» وفي اتصال مباشر من الميدان قائلاً: ما تزال الهدنة هشة .. اما الاخرون فلم يروها، ومن رآها حاول أن يشكك بها، وكأن الاثير يضيق بكلمة الهدنة او الحل السياسي، أو وقف إطلاق النار.

مباركة عليكم ساحة الحرب، ابقوا حيث أنتم،  تقيؤا ما شئتم من القذارات، هشيم أكاذيبكم، وأهرامات دجلكم باتت قاب قوسين أو أدنى من أن تذروها  رياح الحقيقة.  

ونحن المعلقون على صليب الحرب، نعرف يهوذا، ورأيناه كيف يدس السم، ونعرف من أقام المذبح. ونظل ننشد ما تيسر لنا من الاغاني ، عن الحل والخلاص، عن وطن ذكرياتنا وأحلامنا..

 

«ساعة الصفر بـ 30 - 12 - 2016 هالمرة هَيْ أهم «صفر» إلو قيمة إنسانية وسياسية بتاريخ الأزمة، لأنو فرصة سلام حقيقية كبيرة للشعب، وإلو قيمة لأنو على «يمين» الشعب الواحد، مع أنو سياسياً جاي على «يسار» كل الأصفار، وساعات الصفر السابقة للحسم النظامي أو الإسقاط الإرهابي. وحسب التابع الرياضي للتاريخ رح تزداد قيمة الشعوب والكادحين للمستقبل أكثر فأكثر...»

 

معلومات إضافية

العدد رقم:
791