صيدلية كتب: كتاب الحيوان

هذا الكتاب هو أول كتاب وضع في العربية جامع في علم الحيوان، والكتاب يبحث في طبائع الحيوان وغرائزه وأحواله وعاداته

غير أنه لم يقتصر في هذا الكتاب على الموضوع الذي يدل عليه عنوان الكتاب، بل تناول بعض المعارف الطبيعية والفلسفية، وتحدث في سياسة الأفراد والأمم، والنزاع بين أهل الكلام وغيرهم من الطوائف الدينية، كما تحدث في كتاب الحيوان عن موضوعات تتعلق بالجغرافيا والطب وعادات الأعراب وبعض مسائل الفقه، هذا عدا ما امتلأ به الكتاب من شعر وفكاهة تصل إلى حد المجون بل والفحش.

وقد أوضح الجاحظ في «الحيوان» أسلوب تأليفه للكتاب قائلاً: «متى خرج-القارئ- من آي القرآن صار إلى الأثر، ومتى خرج من أثر صار إلى خبر، ثم يخرج من الخبر إلى الشعر، ومن الشعر إلى النوادر، ومن النوادر إلى حكم عقلية ومقاييس شداد، ثم لا يترك هذا الباب ولعله أن يكون أثقل والملال أسرع حتى يفضي به إلى مزح وفكاهة وإلى سخف وخرافة ولست أراه سخفًا».

كما يتحدث الكتاب عن الأمراض التي تعترض الإنسان والحيوان؛ وطرق علاجها، وتطرق إلى المسائل التي عرف بها المعتزلة، وتحدث عن خصائص كثيرة من البلدان، كما عرض لبعض قضايا التاريخ.
كل هذه العلوم كانت تتخللها الفكاهة التي بثها الجاحظ بين الفينة والأخرى، مما جعل كتابه بغية كل قارئ، فإن أراد الشعر وجده في أغنى الكتب الحافلة بالشعر، وإن أراد معرفة معلومات دقيقة عن البشر أو أحد الحيوانات وجد ضالته في تضاعيف هذا الكتاب. وإن أراد الاطلاع على ما قالته العرب من أمثال وجد الكمّ الوافر منها، وإن حثته نفسه على مطالعة فكاهة وجدها مبثوثة في صفحات متعددة من هذا الكتاب الضخم؛ وهذا ما يجعل كتاب الحيوان مجموعة كتب ضمها كتاب واحد.

معلومات إضافية

العدد رقم:
543