كيف تكون حاضرة إن كانت مدناً منسية؟!

قريباً يطل علينا  مهرجان المدن المنسية هنا في إدلب، وفي كل مهرجان من كل عام ومن خلال لقاءاتي مع السياح الثقافيون (عراباً كانوا أم أجانب) كانوا يعترضون على هذه التسمية لأن هذه التسمية لاتعبر عن رونق وجمالية هذه المواقع.. فكيف نسميها مدن منسية وهي من أجمل آثار سورية على الإطلاق..؟!

ونسمع بين الحين والآخر استبدال لقب  المدن المنسية بالمدن الفضية… فكيف نطلق اسم المدن المنسية على حوالي (700) موقع مبني من الحجر الكلسي، ومع مرور الزمن تحول لون هذا الحجر إلى لون رمادي وفضي ولاسيما في الأيام المشمسة. فكيف أن هذه المدن ذات التاريخ العريق والتي تمثلث مرحلة مهمة من تاريخنا تعود إلى القرن الثاني والسابع الميلادي بأنها مدن منسية أو ميتة..؟؟ وكلا التسميتين يسيئان إليها ويلقيان علينا تهمة الإهمال والنسان لأوابد تاريخية تشكل جزءاً مهماً من حضارتنا العمرانية والثقافية والعلمية،ففي هذه المدن نجد الأديرة التي بنيت على الطراز المحلي وفيها أجمل وأروع الزخارف، وبعض الأبنية بنيت من عدة طوابق، ومعاصر الزيتون ومعاصر  العنب.. والكل يعرف أن هناك مهرجاناً يقام سنوياً عندنا هنا في إدلب باسم المدن المنسية ليعيد إلى الذاكرة هذه المدن، لكن السؤال يبقى: ماالذي فعلته هذه المهرجانات لهذه المدن..؟!

سواء أطلقنا عليها المدن المنسية أو اتفقنا على تسميتها المدن الفضية..؟؟ سوى أنها تعيدها إلى الذاكرة الشعبية، وخلال المهرجانات تعقد حلقات الدبكة إحتفاء بالوفود القادمة ثم تطفأ أنوار الاحتفالات ويسدل الستار لتعود هذه المدن إلى عالمها.. عالم الهدوء والنسيان، وقد تدخل في عالم مظلم.. عالم الموت البطيء.. فماذا نحن فاعلون..؟؟

من المدن المنسية:
د. عبد اللطيف العش

معلومات إضافية

العدد رقم:
179