عبدي يوسف عابد عبدي يوسف عابد

من يعلق الجرس؟!

في لقاء بين عدد من الشبان ـ ومن طبيعة شعبنا، أنه كلما اجتمع ثلاثة من أفراده، يتحدثون سراً أو علناً، في قضايا تمس الشعب والوطن، وحتى عن حوادث الحارة، وعلاقة فطومة بابن الجيران، فكيف بالأحرى إذا تجاوز عددهم أصابع اليدين ـ قال أحدهم:

السماح لأحزاب الجبهة الوطنية التقدمية، بإصدار صحافتها العلنية بعد أكثر من ربع قرن من مشاركتها الجبهوية، شكل إحدى الخطوات الهامة البارزة لإجراء المزيد من الإصلاحات الاقتصادية والاجتماعية، والتصدي لسائر بؤر الفساد المستشري من الرشوة ونهب القطاع العام..إلخ..

قال آخر: لكن هل قامت هذه الصحف بواجبها ودورها في كشف المستور، وتبريد غليل الشعب المتلهف لوضع حد للفساد، بأمل تحسين معيشته الاقتصادية.

قال ثالث: لا شيء من ذلك.. ورغم ضرورة التنويه إلى أن توقيفات جرت هنا وهناك وإن خطوات إيجابية هامة كثيرة قد تحققت في ميادين شتى، إلا أن حوت الفساد مازال جاثماً على صدر البلد، يلتهم خيراته، ويحاصر الشعب في خانة الفقر والحاجة.

قال غيره: إن المعالجات التي تطرحها هذه الصحف وغيرها.. لاتعدو المساس بأطراف القضايا الجوهرية، والدوران حولها بقلب واجف، دون وضع النقاط على الحروف، من قبيل (الحكي إلك يا كنة واسمعي يا جارة).

لق آخر: شأن هذه الصحافة كشأن جماعة من الفئران، تسلط عليها هر شرير، يفاجئ أفرادها يومياً، ويبطش بعدد منهم، و لوضع حد لمفاجآته الغادرة قرروا أن يعلقوا جرساً في رقبته، لينبههم رنينه إلى قدومه، فيتوارون عن الأنظار. آمنين من شره.

لفرحة عمت الجميع، فأخذوا يغنون ويرقصون طرباً، لكن صوت رئيسهم قطع عليهم فرحتهم، وجمدت الدماء في عروقهم عندما سألهم:

من يعلق الجرس في رقبة الهر؟!

هب الأخير وقال بحماس:

ا شباب القضية...

تلفت حوله بحيطة وحذر، حماسه تناقص، تنحنح.. تردد.. حاول العودة إلى الكلام، تلعثم.. ونز جبينه عرقاً بارداً وقال وهو يجلس محبطاً:

 

بلاها.. نعم بلاها.. الحيطان لايزال لها آذان.

معلومات إضافية

العدد رقم:
181
آخر تعديل على الأحد, 18 كانون1/ديسمبر 2016 16:30