شيخ المنشدين العرب.. يترجل

شيعت حلب مساء السبت 19/8/2006 ابنها الفنان المبدع صبري المدلل الذي توفي عن عمر طويل ومليء ناهز 88 سنة، ودفن في أقدم مقبرة في حلب وهي مقبرة «الصالحين».

ولد صبري مدلل في حي المشارقة في حلب عام1918لأب يعمل في الزراعة والتجارة، وتعلم في الكتّاب وبرع في ترتيل القرآن، كان والده صديقاً لعلاّمة حلب والشرق الموسيقي عمر البطش، الذي سمع الفتى مرة فأعجب بصوته وقام بتدريسه أصول الغناء، لقاء مبلغ 50 قرشاً سورياً عن كل درس، وكان ذلك عام 1930، وهذا المبلغ كما يقول صبري كان كفيلاً بإعالة أسرة ثلاثة أيام. وبعد دروس عدة أعفاه عمر البطش من الأجر كونه تلميذاً متفرداً في التلقي والحفظ.
عند افتتاح إذاعة حلب عام 1949 استدعاه أستاذه عمر البطش مع مجموعة من فناني الشهباء ومطربيها، وعلى رأسهم بكري الكردي للعمل معه وكان نشاطاً متميزاً لهذه الإذاعة الفتية وسجل فيها أغاني وأقام حفلات على الهواء مباشرة. ولسوء الحظ لم يحفظ منها أي أغنية. وأعطاه بكري الكردي ألحاناً عدة، لحن «ابعتلي جواب» الذي أشهره ثم غناه بعده محمد خيري وصباح فخري.
في مطلع 1960 أدخل الراحل أدوات عدة لضبط الإيقاع كالدف والطبل. وتتالت العروض على فرقته وطافت شهرته الوطن العربي. وجدد الفرقة بأصوات شابة.
العام 1974 كانت نقطة تحول في حياة الفرقة، فبعد عشرين سنة من تأسيسها انطلقت نحو العالمية حين سمعها المستشرق الفرنسي السوري الأصل كريستيان بوخه فأثارت إعجابه بفنها وأصالتها ودعاها إلى فرنسا عام 1975، حيث أقام في عاصمتها حفلة للذكرى.
عاش صبري في حلب في دار عربية شرقية، ومات فيها. ومما يثير الاستغراب أنه لم يتعلم النوطة الموسيقية كتابة، بل حفظها عن ظهر قلب مما يدل على موهبته الفريدة.

معلومات إضافية

العدد رقم:
280