هشام الباكير هشام الباكير

لكي يتحالف المظلومون والمستضعفون

الأستاذ الكريم علي الجزيري المحترم...
أنا أكتب باسمي الحقيقي دون لثام ولا أعرف إن كان هذا اسمك الحقيقي؟؟

أشكركم بداية على متابعتكم لجريدتنا وبحثكم الدؤوب بين الأسطر، بالرغم من أن مادتي المنشورة منزوية قليلاً وبعيدة عن الرؤية وتكبدكم عناء المرض والزكام (عافاك الله).
من قال إني ضد حقوق الأكراد أو أي شعب آخر؟ فأنا ماركسي... وعربي وأؤمن بحقوق الآخرين وخاصة الأكراد الذين أرى فيهم شركاء حقيقيين في الوطن والنضال، لكنني (والكلام في سرك) لست من خَطّطَ لسايكس ـ بيكو واستثنى من الوجود دولة كردية. ولا أحد من شعوب المنطقة يتحمل المسؤولية عن ذلك، حتى العرب والفرس والترك وغيرهم، فقد رسم مصيرهم كما مصير غيرهم أثناء عهود الاستعمار القديم، وبمعنى آخر لست نقيضك ولا عدوك (إذا كنت تبحث عن عدوك الحقيقي).
وكي لا تخونك الذاكرة.. أحب تذكيرك بدولةٍ كردية أنشأت في أعقاب الحرب العالمية الثانية (مهاباد) حيث قام شاه إيران بتدميرها وإعدام قادتها بمساعدة ومباركة من (دعاة الديمقراطية وحقوق الشعوب) الإنكليز والأمريكان.
وتلك القوى الفذّة التي ترى أنت فيها الأمل، هي ذاتها من يقمع الشعب الكردي اليوم في مظاهراته لأجل الرغيف وضد النهب والفساد والظلم، بحيث أصبح إقليم كردستان العراق... إقليمٌ للسادة آغوات السياسة المترفين وآخر للفقراء المعدمين، وهؤلاء الفقراء هم حلفائي وحلفاء كل الشرفاء والفقراء في العالم وسنبقى (نحن وهم) نقاتل لأجل (الخبز والكرامة).
أما أولئك الذين تشيد بمقارعتهم للدكتاتوريات عبثاً وزوراً، لكأنك لم تسمع عن تحالفاتهم الآنية مع صدام حسين ومع غيره وحروبهم التي طحنت الشعب الكردي وأتعبته لأجل الزعامة.
إذا كان الوطن بالنسبة إليك (جزيرة معزولة) كما هو اسمك (الجزيري)، فأنت واهم حيث لن تقوم دولة كردية حقيقية بجانب وعلى حساب دول هشّة وممزّقة وضعيفة.. وإذا كانت بلداننا مهددة بالتفتيت والتمزيق على أسس مذهبية وعرقية (من خلال المخطط الأمريكي، الشرق الأوسط الكبير) سيبدأ ذلك بكردستان حتماً، لأن المعلم الأمريكي سيتخلى عن وعوده كعادته.
وحكاية الصياد (لحمزاتوف) جميلة ومعبّرة.. لكن اسمح لي أن أروي لك رواية أجمل وأصدق منها بكثير:
دخل ثعلب إلى كرم عنب (كردستان) فوجد ثعلباً آخر يأكل ويخرّب دون خوفٍ أو وجل.. فسأله عن وضعه الآمن مستغرباً.. فأجابه الأول: معي (فرمان) من الملك (أمريكا) بأن آكل ما أريده من البساتين وليس لأحدٍ أن يحاسبني، ولك أن تشاركني الأكل والسرقة، أثناء ذلك دخلت مجموعة من الكلاب الشرسة المكلفة بحماية البستان وهاجمت الثعلبين.. سأل الثاني صديقه الأول: لماذا تهرب مثلي؟ ولماذا أنت خائف ومعك (فرمان)؟ أجابه الأول: هات مين يفهم وهات مين يقرأ!! فسأل الثاني: إذن أين سنلتقي بعد هذا الركض؟؟ فأجابه الأول: إذا كانت شراسة الكلب الذي خلفك بشراسة وضراوة الكلب الذي خلفي... سنلتقي في السوق ولكن (جلوداً مسلوخة للبيع).

الأستاذ الجزيري:
أليس من الأفضل أن تبقى البساتين متصلة امتداداً ببعضها البعض، وأن نطرد كل الثعالب المحلية والخارجية؟
وأخيراً: فأنا أفتخر بكل كرديّ شريف وكادح.. وخاصة إذا كان مناضلاً في هذه اللحظة ضد الظلم الأعظم الذي تمثله الإمبريالية الأمريكية بكل جدارة..
وتقبل حبنا واحترامنا

معلومات إضافية

العدد رقم:
281