استكمالاً لهيمنتهم على العالم.. الأمريكيون يسيطرون على جوائز «نوبل»!

يبدو أن اللهاث الإمبريالي الأمريكي للهيمنة على مقدرات العالم وثرواته وفكره وثقافته وشكل وجوهر واتجاه تطور البشر والمجتمعات والدول فيه وبأكثر الطرق والأساليب والمناهج بعداً عن العدالة والإنسانية والشرعية، سيتعدى كل الحدود، ولن يقتصر على مجالات دون أخرى. وقد قرر هذا السعي المحموم أن يكافأ نفسه بعد طول (عناء) بمنحها (أغلى) الجوائز العلمية، المادية والمعنوية،

ليشعر بالرضى عن ذاته من جهة، وليثبت للآخرين، في الدول النامية والمتقدمة على السواء، من جهة ثانية، بأنهم دونه مرتبة وعبقرية وإبداعاً.. كل ذلك تجلى بأشد الصور قبحاً وفجاجة مؤخراً مع توزيع جوائز نوبل لهذا العام..
فقد سيطر العلماء الأمريكيون على جميع الجوائز الموزعة حتى الآن والتي تمنحها (الأكاديمية الملكية السويدية للعلوم) المهيمن عليها صهيونياً..
حيث نال الباحثان الأمريكيان (جون ماثر) و(جورج سموت) جائزة نوبل للفيزياء عن أعمالهما الخاصة بأصل المجرات والنجوم التي ارتكزت على معطيات تم استقاؤها بواسطة القمر الصناعي «مستكشف الكون» الذي أطلقته وكالة الفضاء الأمريكية عام 1989.
وقالت الأكاديمية في قرارها إن النتائج التي حصل عليها القمر الصناعي عززت نظرية الانفجار الكبير «بيغ بانغ» لتفجير أصل الكون. وبحسب نظرية «بيغ بانغ» فقد نشأ الكون قبل 13.7 مليار عام إثر انفجار هائل.
كما فاز الأمريكيان (أندرو فاير) و(كراغ ميللو) بجائزة نوبل للطب لاكتشافهم آلية للسيطرة على انتقال المعلومات الجينية، حسبما قالت هيئة التحكيم لجائزة نوبل. وقال معهد «كارولينسكا» في العاصمة السويدية ستوكهولم إن عمل العالمين «يبقي الجينات.. تحت السيطرة ويساهم في الدفاع ضد الالتهابات الفيروسية».
وفاز الأمريكي (رودجر كورنبيرغ)، بجائزة نوبل للكيمياء التي تبلغ قيمتها 1.37 مليون دولار على أعماله حول كيفية نسخ الخلايا للمعلومات الجينية لكي يستخدمها الجسم. و(كورنبيرغ) هو بروفيسور في جامعة ستانفورد بكاليفورنيا ويبلغ من العمر 59 عاما.
وحصل الخبير الاقتصادي الأمريكي (إدموند فيلبس) على جائزة نوبل للاقتصاد للسنة 2006 عن دراسته التي «سمحت بفهم أفضل للسياسات الاقتصادية على المدى القصير والطويل»، وقالت لجنة التحكيم إن أبحاث فيلبس «عمقت فهم العلاقات بين الآثار القصيرة والطويلة المدى للسياسة الاقتصادية»، وكان لها «تأثير حاسم في الأبحاث والسياسة الاقتصادية». درس فيلبس (73 عاماً) في جامعتي «أمرست ويل» ويُدرّس حالياً الاقتصاد السياسي في جامعة كولومبيا في نيويورك.
وأضافت لجنة التحكيم أن الاقتصادي الأمريكي «بحث في العلاقة بين البطالة والتضخم»، وركز على «أن مسألة الادخار وتشكيل رأس المال، إضافة إلى التوازن بين التضخم والبطالة، عوامل رئيسية في توزيع الرفاه الاجتماعي على المدى الطويل».
وسيستكمل توزيع الجوائز يومي الخميس والجمعة 12 و13 تشرين الأول الجاري، حيث سيكشف عن اسم الفائز بجائزة نوبل في الأدب يوم الخميس ويعقبه يوم الجمعة الإعلان في «أوسلو» عن الفائز بجائزة نوبل للسلام..
يذكر أن العالم السويدي «ألفريد نوبل» الذي اخترع البارود كان المؤسس والداعية لهذه الجائزة حين تحدث عنها في وصيته، وهي تشمل حالياً جوائز في مجالات الأدب والسلام والطب والفيزياء والكيمياء. أما جائزة الاقتصاد فهي لا تعتبر جائزة نوبل بل أسسها البنك المركزي السويدي عام 1968. ويحصل الفائزون على جائزة قيمتها (10 مليون كرونور) أي ما يعادل 1.4 مليون دولار، بالإضافة إلى لقاء مع العائلة المالكة السويدية وعشاء تكريمي في العاشر من كانون الأول في ذكرى وفاة نوبل عام 1896. وتوزع كل الجوائز في استوكهولم ما عدا جائزة السلام التي تعطى في العاصمة النرويجية أوسلو.   

معلومات إضافية

العدد رقم:
283