دردشات
وجوه العمالة السافرة
تشكل منطقة الشرق الأوسط حلقة ضرورية من سلسلة المخطط الأمريكي الإمبريالي للسيطرة على العالم، وما الحرب الإسرائيلية الأمريكية على لبنان، بعد احتلال أفغانستان والعراق، إلا الحلقة الثالثة من هذا المخطط، التي قالت رايس عن أهدافها وفظائعها: «إنها آلام المخاض عن ولادة شرق أوسط جديد»
ورغم هذا الاعتراف من مسؤولة كبيرة أمريكية، يستمر فريق 14 شباط ـ ملكي أكثر من ملك ـ في ترديد اتهام المقاومة بأنها المسبب لهذه الحرب من أجل خدمة المصالح الإيرانية السورية. .
ويؤجج الخلافات والسجالات مع القوى الوطنية اللبنانية، من أجل إبعاد أمريكا عن دائرة الاتهام بمشاركتها فيها، وتغطية مخططها الإمبريالي، ومن ثم لمحاولة الالتفاف على انتصار المقاومة وتهميشه، سعياً من أغلبيته وحكومته ورهاناتها على الدعم الخارجي وراء تحقيق مكاسب لإسرائيل وأمريكا، عجزت عنها الحرب وفي مقدمتها نزع سلاح المقاومة.
ليس ثمة قوة سياسية في المنطقة تستطيع أن تدعي موقف الحياد من المخطط الأمريكي، فإما أن تكون معه وإما ضده، وعلى هذا الأساس، انقسمت القوى السياسية اللبنانية إلى تيارين متصارعين هما: القوى الوطنية وفريق 14 شباط.
ومن الطبيعي بل والمفروض على سورية وإيران، أن تدعما القوى الوطنية اللبنانية، في نضالها ضد هذا المخطط الخطر، الذي رشح دولتيهما للعدوان بعد لبنان ـ إن هذا تحالف مشرف يتجسد فيه النضال المشترك ضد العدوان المشترك، لكن العار وكل العار هو لمن يتعاون من أمريكا ويأخذ التعليمات من سفارتها وينفذ سياستها ومخططها في الانقضاض على وطنه للمرة الثانية، بعد أفشلت المقاومة محاولتها الأولى.
وليس من قبيل المصادفة، أن يعلن بوش دعمه لحكومة السنيورة، وأن يهدي هذا الفريق وسام الأرز لبولتون أشرس عدو للعرب، وأن يحضر وليمة رايس في السفارة الأمريكية، أثناء أوج تساقط الصواريخ والقنابل الأمريكية الممنوعة دولياً على لبنان.
وما زيارة رايس الأخيرة إلى المنطقة، إلا لتكتيل الحكومات العربية (المعتدلة) أي جميع المتعاونين مع أمريكا وإسرائيل، كاشفة القناع عن ذوي العلاقات السرية، في تحالف ضد دول المنطقة التي سمتها المتشددة، بأمل إيقاف مشروع الشرق الأوسط الجديد على قدميه من سقطته الكبرى.
ورغم أن ظروف ما بعد توقف القتال تستدعي الضرورة، تشكيل حكومة وحدة وطنية تضم جميع التيارات السياسية اللبنانية، للمحافظة على المقاومة ومنجزاتها، وللاضطلاع بالمهام الجسام التي تواجهها، وأبرزها إعادة الإعمار بصدق وإخلاص، لكن تكتل 14 شباط يعارض هذا التوجه، ويتمسك بالحكومة الحالية بالأيدي والأسنان، ويرتعب من ذكر انتخابات برلمانية مبكرة، لأنه يعلم علم اليقين بأن الأغلبية البرلمانية التي سرقتها في ظروف خاصة لن تتكرر.
لذا يطمس فريق 14 شباط حقيقة الصراع بينه وبين القوى الوطنية اللبنانية، الذي يدور حول الموقف من مشروع الشرق الأوسط، ويوجهه إلى معارك جانبية يفتعلها باللجوء إلى الكذب والدجل، وتلفيق التهم للمقاومة ولسورية، واعتماد الطائفية والتعصب الديني، ليخدع ويخدر قاعدته الشعبية وليكسب الوقت.
ولأجل فضح خيانة فريق 14 شباط هذا، يجب سؤالهم عن سبب تغييبهم اسم أمريكا عن الحرب الهمجية على لبنان، وحصرها في إسرائيل فقط، وحصر النقاش معهم، عن موقفهم المحدد من المخطط الأمريكي في المنطقة، ومشروعه الشرق أوسطي علماً أن مجلة القوة العسكرية الأمريكية نشرت قبل أسابيع، خريطة عن تقطيع دول المنطقة وإعادة تشكيلها على أساس أثني وعرقي وطائفي. . . فإذا أجابوا أنهم مع المخطط يكشفون عمالتهم، وإذا قالوا أنهم ضده، كذبتهم علاقتهم ومواقفهم من أمريكا، فلا يبقى إلا أن يقولوا نحن على الحياد منه ـ كحياد أحد أفراد بيت من لصوص ينهبونه ـ أي أنه شريك اللصوص وبالتالي فالنتيجة واضحة.
معلومات إضافية
- العدد رقم:
- 284