طه حسين والشعر الجاهلي.. الإشكالية المستمرة

رغم انقضاء عقود من السنين على صدور كتاب «في الشعر الجاهلي» لعميد الأدب العربي طه حسين إلا أنه ما يزال الكتاب الأكثر إشكالية في المكتبة التراثية العربية.
ومؤخراً أعيد طبع الكتاب في القاهرة بحلة جديدة تقع في 292 صفحة متوسطة القطع عن دار رؤية بالقاهرة.

وكان هذا الكتاب الذي صدر لأول مرة عام 1926 قد أدى إلى مثول مؤلفه أمام التحقيق، ومنع الكتاب من التداول. وفي العام التالي أعيد نشر الكتاب بعد حذف بعض سطوره مع تغيير عنوانه الذي أصبح (في الأدب الجاهلي).
كان العميد (1889 - 1973) في فورة الشباب والحماسة لما يؤمن به حين لم يطمئن إلى ما استقر عليه الأقدمون فنفى أن يكون معظم الشعر الجاهلي كتب في عصر ما قبل الإسلام مشددا على أن هذا الشعر لا يمثل الحياة الدينية والعقلية واللغوية للعرب.
وقال إن معظم الشعر الجاهلي ضاع بسبب عدم تدوينه وبعد قتل كثير من رواته في الحروب، كان بنو أمية في حاجة إلى الشعر تقدمه وقودا للعصبية المضطرمة فاستكثرت من الشعر وقالت منه القصائد الطوال وغير الطوال ونحلتها شعراءها القدماء. واستشهد بكتب تراثية منها (طبقات الشعراء) الذي قال مؤلفه محمد بن سلام إن قريشا كانت أقل العرب شعرا في الجاهلية فاضطرها ذلك إلى أن تكون أكثر العرب انتحالا للشعر في الإسلام.
وكان حسين أول من حصل على درجة دكتوراه تمنحها الجامعة المصرية عام 1914 قبل أن يذهب في العام نفسه إلى فرنسا لدراسة العلوم الاجتماعية والفلسفية، وينال درجة الدكتوراه عام 1918 في الفلسفة الاجتماعية لمؤسس علم الاجتماع عبد الرحمن بن خلدون من جامعة السوربون. ثم تولى تدريس التاريخ والأدب بالجامعة المصرية منذ عام 1919 إلى أن عين عميدا لكلية الآداب بجامعة فؤاد الأول (القاهرة) عام 1930.                                                                                      

معلومات إضافية

العدد رقم:
284