هذا الـ «بورنو» ثقافي

في عددها الصادر في تاريخ27/12/2008 فاجأتنا جريدة تشرين بنشر مقالة لعمر الشيخ!! هل أدعوه :(المدعو) أم أترفع فأسميه الكاتب عمر الشيخ!! تلك المادة التي أقل ما يقال عنها أنها مادة صحفية كيدية بطابع فضائحي مرفقة بصور ومستندات لحادثة (السطو) كما أسماها (كرومبو العصر) قام بها الشاعر الشاب قيس مصطفى على مقالة للشاعر الشاب أيضا طارق عبد الواحد والمقيم في شيكاغو، يا الله رب العرش والسماوات كم تبعد هذه الشيكاغو في هذا العالم الواسع باتساع قرية!! لنترفع قليلا في منابرنا عن المهاترات. أما لماذا مهاترات وتصفية حسابات؟ فالواضح من طريقة عرض القرائن ومن أسلوبية المادة المنشورة أن هناك ما يشي بكل ما ذكرت. وهنا أربأ بـ«تشرين» الصحيفة التي نجلّ ونحترم وربما بغير علم من القائمين عليها أن تحشر نفسها فيما يدور في المجتمع الأدبي والصحفي في سورية من شللية ومحسوبية وتصفية حسابات، كما أستغرب منها أن تتيح كل هذه المساحة لمقالة مرفقة بصورتي فوتو كوبي تشغلان حيزاً كان من الممكن استغلاله بإعلان يدعم مسيرة الجريدة أو بقصيدة لشاعر أو قصة لقاص، أو أيا كان والاكتفاء بذكر رقمي عددي الصحيفتين الناحلة والمنتحل منها مثلا!! المحزن (أم المخزي) هو صدور تشرين في ذاك اليوم بلا ملحق ثقافي كنا ننتظره كل سبت بفرحة الصائم أسبوعاً كاملاً!! الملفت للنظر أن احتجاب الملحق يشي باستخفاف ما، إذ أن احتجابه كان مصاحبا للمقالة المذكورة وهي من عيار ثقيل تهاجم قيس مصطفى الذي يدعي البعض أنه بسبب من نشره لقصيدة في الملحق فيها شيء ما من الهرطقة إن اجتزأنا منها مقاطع من سياقاتها على مبدأ «لا تقربوا الصلاة». الملفت مرة أخرى أن كل هذا يشي بعمق السخرية من عقولنا؟! وإذا ربطنا ما ذكرنا بحلّ تكليف الكاتب الروائي خليل صويلح المسؤول الثقافي عن الملحق,لا بل أن الملحق نفسه رأى النور على يدي خليل صويلح، نجد أن المصائب لا تأتي فرادى لأنها غالبا ما تكون بفعل فاعل أو بفعل بعض الكتبة!! أعرف قيسا جيدا وأعرف أخلاقياته العالية وكما أعرف أنه لا يحتاج  هذه الشهادة مني!! كما أعرف كم هي عميقة صداقته بطارق عبد الواحد لكنني وبتجردي من كل العواطف تجاه قيس وعمر أحس أن على قيس الدفاع عن نفسه فيما قيل عنه، حتى أكون منصفاً، قيس مطالب باعتذار إن كان قد تبنى أو انتحل المقالة المنسوبة لطارق عبد الواحد.. مع تيقني التام أن قيساً لا تنقصه الموهبة ولا الحيلة لصنع أجمل بكثير مما نصنعه نحن الذين نكبره سناً وربما خبرةً ؟؟!!