عمرو سواح عمرو سواح

إحراق الأوراق الثقافية: جولة سياحية على الأقنية الفضائية

لكثرة البرامج التي باتت تعرض على الفضائيات العربية عن أحداث 11 أيلول، لم أعد أستغرب أنه من الممكن أن نرى كارلا لا لا لا على قناة LBC تقدم برنامجاً عن أحداث 11 ايلول أو حتى يمنى شري في يمنى القمر عال باب وربما أمل مكارم في برنامج نادي الأغنية، وبالتالي سوف نشاهد كرلا تستضيف ريتشارد باتلر بدلاً من يوري مرقدي، لتتحدث معه عن تطورات 11 أيلول وما سيحل بالعراق، أما يمنى شري فستغير برنامجها وتعتذر من فريق أغنية «بابا فين» لتستضيف تنت أو كونداليزا رايس مستشارة الرئيس الأمريكي لتناقشه في آخر تطورات 11 أيلول، أما مذيعة من التلفزيون العربي السوري  فسوف تستضيف مذيعاً من نشرة أخبار 8.30 لتناقشه بتطورات وأهم إفرازات 11 أيلول.

كالعادة لا توجد طريقة ليتلهى صناع الخبر العرب عن موضوعاتهم لينطلقوا إلى ما هو حار عالمياً، وبدل اشتغال هذه الأقنية بالدفاع عن العرب في موطنهم، نجدهم يتراكضون للدفاع عن حقوق العرب الأمريكيين المهدورة، ويطلقون شعارات من نوع «ARABS WANT PEACE» العرب يريدون السلام  فيصبح المتحدث الرسمي باسم العرب والناطق الرسمي باسم المفاوضين هو تلفزيون المستقبل أو «FIGHT FOR YOUR RIGHTS» أي دافعوا عن حقوقكم وكأن العرب يستطيعون الدفاع عن حقوقهم على أرضهم حتى يدافعوا عنها خارج أرضهم، ونسمع عبارات من نوع «العرب بكوا على ضحايا أمريكا أكثر من الأمريكان» ولم يكن يعرف صاحب هذا القول أنهم يبكون على مصيرهم التعس وليس على الضحايا كما ذكر، ثم نجد أقنية تصورUBL  أسامة بن لادن وكأنه بطل قومي وأخرى تبرئ نفسها من سلالة العائلة بأكملها، ها نحن نعود إلى حمى 11 أيول سبتمبر وغزوات متأخرة 1400 سنة وقد تزيد، أخرجت من كتب التاريخ لتضرب قلب أمريكا، مهماً كان وراء هذه الأحداث فإنها ستقف كما كل الحوادث الفاصلة في تاريخ البشرية في برنامج «حدث في مثل هذا اليوم» لنستمع إلى صوت مذيعة وهي تقول «وفي مثل هذا اليوم حدث هجوم على قلب الاقتصاد….إلخ ..إلخ ..إلخ».

معلومات إضافية

العدد رقم:
182