فنجان قهوة: وشم على خد دمشق
لا زالت دمشق تنبض رغم كل تقلباتها الحياة جديدة. بالرغم من أن زياراتي قليلة إلى هذه المدينة التي تستطيع أن تحمل كل التغيرات إلاّ أنها لم تتغير أبداً بقيت كما هي، رغم كل الانفتاح أو الانغلاق التشابه أو الاختلاف، رغم كل ما يأتي عليها من أعلى قاسيون أو من قلب دمشق القديمة فإنها قادرة على أن تستوعب كل التغيرات وكل التباينات، مدينة تعبق بكل الروائح، وتخبئ المزيد، بين كل حتى تلك الكتل المعمارية القديمة التي تقف في الطرقات بدون حياة، وبدون رائحة وبغباء،
إلاّ أن دمشق تستطيع أن تعطيها من رائحتها، من عطرها، رغم كل المحال التجارية الحداثية التي احتلت قلبها إلاّ أنها بقيت متكئة على بيوت هشة، وتلك الشبابيك الأوربية تكسرت لتصبح من قلب تلك اللوحة التشكيلية الدمشقية الواسعة، حتى تلك الأبنية الطويلة والتي لا تنتمي إلى المكان باتت كأطياف رغم ضخامتها أمام الأبنية العتيقة، ربما هو حنين إلى تلك الأمكنة، رغم كل شيء فإنني أرى دمشق تستطيع أن تحيط بذرعيها كل ذلك لأنها دمشق.
معلومات إضافية
- العدد رقم:
- 182