نبيل محمد نبيل محمد

على غير إرادتهما.. عابد فهد أسطوري.. وشوقي الماجري عالمي!!

إذا قدمت الإعلامية أوبرا وينفري ممثلاً مثل راسل كرو أو ليوناردو ديكابيريو أو حتى براد بيت على أنه ممثل أسطوري فغالبية الآراء سوف تستهجن هذا التقييم، وسيبدو غريباً أن تصف إعلامية كهذه ممثلين كهؤلاء على أنهم أسطوريون وقد لا يقبل الممثلون أنفسهم بهذه الصفة أو أن تجربتهم ما زالت قاصرة عن وصفها بالأسطورية،

قد نقبل هذا التقييم إذا نسب إلى آل باتشينو أو دوستن هوفمان أو جاك نيكلسون، ومع ذلك ستبدو صفة الأسطوري فضفاضة إلى حد ما، وإذا وصفت مخرجاً مثل آلان باركر أو أليخاندرو كونزالس أو فرانسيس فوردكوبولا بالعالمي فسوف تقنع الجمهور بهذه الصفة على اعتبار أنهم مخرجون ذائعو الصيت في كل أنحاء العالم وقد لا يقبل الجمهورتلك الصفة منسوبة إلى مخرجين أقل أهمية ممن ذكروا.

 ولكن كيف سيكون تقييم الجمهور السوري أو العربي بشكل أعم عندما وصفت مقدمة برنامج «in out» على «تلفزيون المشرق» الممثل عابد فهد بأنه أسطوري والمخرج شوقي الماجري بأنه عالمي أثناء استعراضها لروبرتاج عن تصوير مسلسل «هدوء نسبي» الذي يلعب الأول بطولته ويقوم الثاني بإخراجه، لا بد أن كلا الفنانين سوف يهزأان من هذا التقديم وسوف يُحرجان من وصفهما بتلك الصفات العملاقة والتي لا تقترن بأغلبية نجوم العالم، ولا تقترن بأي ممثل أو مخرج سوري أو عربي بشكل عام.
هل المبرر هو إعجاب معد البرنامج أو مخرجه بالشخصيتين وانبهاره بتجربتهما الفنية، أو هو عدم اطلاع على مغزى الوصف وعلى التجارب العالمية التي يمكن وصفها بالصفات آنفة الذكر؟ وقد يكون المبرر هو محاولة كسب الفنانين وتصوير الفضائية على أنها تسوق العمل العربي عالمياً، وتقدم أبطاله على أنهم أكبر مما نعتقد ويعتقدون، مستمدة ذلك من الخيال الذي بدأت ترسمه الدراما السورية والثورة الفنية التي تقدمها تلك الدراما بنظر بعض المشاهدين والنقاد، فهل هذه الدراما بالفعل وصلت إلى حد أن تقدم نجومها على أنهم أسطوريون أو عالميون؟ مع العلم أن صفة الأسطورية ترتبط بالذاكرة، أي تؤدي إلى تخليد صاحبها، وصفة العالمية مستمدة من كون الفنان شهير عالمياً ومتجاوزاً لحدود منطقته.
وللأسف الصفتان غير واقعيتين، فليس هنالك فنان عربي وصل إلى حدود العالمية إلا باستثناءات قليلة جداً، وحتى هذه الاستثناءات ما زالت في طور صناعة نفسهاعالمياً وقد لا تصل إلى تلك الصفة، فمن يعرف شوقي الماجري وعابد فهد- مع احترامنا لتجربتهما الفنية وعدم مسؤوليتهما عن وصفهما بالصفات السابقة- خارج حدود الوطن العربي؟ وهل شهرتهما تجاوزت بعض البلدان التي تتحدث اللغة العربية؟ بالطبع لا.
والسؤال الآخر: هل الأسطورية تتحقق من خلال جماهيرية فنان ما في بلده؟؟ وهل هي صفة على هذه الدرجة من الخفة والسهولة لتنسبها مذيعة ما في برنامج ما لممثل ما؟؟
لا ذنب لعابد فهد ولا لشوقي الماجري بما قيل عنهما، فالمشكلة تكمن في الرسالة الإعلامية الهشة وغير المطلعة والمبتدئة في تصنيف وتقديم النجوم على الصعيد العربي.

معلومات إضافية

العدد رقم:
410