مفردات منسية؟؟..
لمن لا يعرف نقول: إن مجمع اللغة العربية يدين لأصحاب الجلالة والفخامة والسمو ملوك وأمراء ورؤساء الدول العربية بإحيائهم مفردات من اللغة العربية نسيت الأجيال استعمالها, فأعضاء هذا المجمع ما فتئوا يتذمرون من اللهجات المحكية في الدول العربية مؤكدين خطرها على اللغة العربية الفصحى. وقد جاء في أحد المؤتمرات: يدعو المؤتمر رجال الدولة وجميع المسؤولين في الوطن العربي أن تكون خطبهم وبياناتهم الموجهة إلى الجماهير العربية بلغة عربية سليمة.
واليوم يتداول أعضاء المجمع منح جائزة تقدير لحاكم عربي قال حول مقتل طفل فلسطيني على يد جنود الاحتلال الصهيوني بأنه يستنكر هذا العمل الشنيع, فأصحاب مجمع اللغة العربية يعتقدون بأن كلمة ( استنكر) قد اختفت تماما من التداول وأن صاحب الفخامة قد اختارها من بين مفردات كثيرة ليضرب عصفورين بحجر واحد, فهو من جهة عبر عن موقفه تجاه ما جرى, ومن جهة أخرى فقد أعاد إلى الأذهان كلمة استنكر وما فيها من تعبير بليغ.
ومما تسرب من مسودة الخطاب الذي سيلقى بمناسبة منح الجائزة ما يلي:
صاحب الفخامة ...
إن مجمع اللغة العربية إذ يعرب عن حزنه الشديد لمقتل طفل فلسطيني عربي, فإنه يبدي إعجابه بخطابكم الذي ألقيتموه بتلك المناسبة, وإنكم يا سيادة الرئيس قد أديتم خدمة كبيرة للغة العربية الفصحى بإحيائكم لكلمة (استنكر) التي ينساها ناطقو العربية اليوم.
صاحب الفخامة:
إننا مع كبير اعتزازنا بالمقاومة الفلسطينية الشجاعة, في وجه دبابات الاحتلال نأخذ على قادتها صمتهم إزاء ما يمارسه المحتل واقتصار دورهم على الرد الميداني فقط, و إننا ندعوهم بهذه المناسبة إلى تسمية الأشياء بمسمياتها ووصف جرائم الاحتلال بلغة عربية سليمة, ولهم فيكم يا سيادة الرئيس خير قدوة, كما ندعوهم إلى عدم الالتزام بقصيدة الشاعر إبراهيم طوقان والتي قال فيها:
صامت لو تكلما
لفظ النار والدما
قل لمن عاب صمته
خلف الحزم أبكما..
ففي كلامه دعوة صارخة للصمت، وهو ألد أعداء اللغة ناهيك عن أن اللغة العربية مهددة اليوم أكثر من أي وقت مضى.
فخامة الرئيس:
ثقتنا بكم كبيرة في هذا المجال ولن تنسى الأجيال القادمة كيف أنكم وحدكم من استذكر كلمة (استنكر) لما فيها من تعبير بليغ عما جرى.
وختاما نرجو يا سيادة الرئيس أن تتشرفوا وتقبلوا هذه الهدية المتواضعة مرفقة بقائمة من المصطلحات المنسية والتي تصلح للمناسبات التي تبدون رأيكم المفيد فيها: ( يدين – يشجب – يندد – عمل جبان – عمل إجرامي – تجويع شعب – عدو للإنسانية)..
ودمتم للعرب وللغة العربية