أمريكا شرطي مراهق يفترض أنه يعتني بالعالم

بعد الحرب الأمريكية على العراق، باتت دراسة المجتمع الأمريكي أمراً كثر التوجه إليه في المرحلة الحالية، ومن بين الكثير من الدراسات التي يقوم بها الباحثون ومن الأمريكيين برزت دراسة «كلوتيير رابيليه» وهو فرنسي حالم من جيل الفرنسيين الذين سافروا إلى أميركا يحدوهم الأمل باكتشاف الجديد، و كان من بين أوائل من راقب جيوش التحالف ومعها القوات الأمريكية عقب الحرب العالمية الثانية وهي تدخل إلى فرنسا لتحررها من النازيين، وهو الذي آمن بخطة مارشال إيمان البعض بالكتب المقدسة، وكان حلمه الذهاب للعيش في أميركا حتى تحقق أخيراً، هذا الرجل قام بواحدة من أهم الدراسات التي أدت إلى سيل من الأحاديث والمقابلات التي أجريت معه. 

وهذه بعضها:

■ ما الذي تقوم به بالضبط؟

●● عملي هو أن أسأل ((لم يفعل الناس ما يفعلونه في كل دول العالم والآن في أميركا)) ففي بعض الأحيان سلوكنا لا يكون له أي معنى.. فلماذا يحتاج الأمريكيون إلى سيارة هامر دفع رباعي لمجرد الذهاب إلى التسوق، الناس في أميركا يشترون عربات مصممة للطرق الوعرة على الرغم من أن 97% منها لا تسير أبداً على الطرق الوعرة.. إن عملي هو تحليل نفسي للثقافة.

■ ما الذي يحتاج إليه الأمريكيون ليفهموا أنفسهم؟

●● إن الأمريكيين يعيشون حياة مراهقة.. إنهم لا يتابعون مواصلة أي شيء.. إنهم يسعون إلى الرضا السريع القصير المدى. إنهم يذهبون إلى العراق، وبعد ذلك يريدون العودة بسرعة، كأي مراهق يقوم بشيء ويمل منه، ففي بداية الحرب ذهب الجنود بسرعة كبيرة لدرجة أنهم عندما توغلوا في العراق لم يكونوا يحملون الوقود أو العتاد الكافي، أو الطعام، ليستأجروا بعد ذلك من يتابع مسيرتهم، وبعد احتلال العراق ملوا، فقاموا باستئجار رجال الشرطة العراقيين، مع أنهم لم يحصلوا في موازنتهم على المال الكافي ليدفعوا لهم، ولا أحد يعلم ما الذي سيفعلونه بعجلة المراهقين الآن.. للأسف فإن القطب الأوحد في العالم مراهق وغبي.. 

كما أن الأمريكيين يستمتعون حقاً بالعنف.. عنف ضد كل شيء.. يبدأ في السينما ولا ينتهي بالكثير من الأمور.. عنف ضد الناس وعنف ضد الأشياء.. لقد دعيت إلى لاس فيغاس من أجل تدمير مبنى كان لا يزال يؤدي وظيفته، لكنهم أرادوا أن يزيلوه، وبعد دمار االمبنى بالطريقة الأمريكية المعروفة احتفلوا وفتحوا زجاجات الشامبانيا.. إنهم يحبون قوة التدمير لأنهم حسب نظرتهم يعودون إلى نقطة الصفر التي يبنون فيها هذه المرة شيئاً أضخم وأكبر.. شيئاً يشبههم من الخارج أكثر.. يعبر عن ضعف وخوف داخلي ربما.. الأرض صفر شيء مقدس بالنسبة للأمريكيين قبل 11 أيلول. لذلك كانت لها دلالات كبيرة بعد 11 أيلول.

■ ما الذي يحتاجه الأجانب حتى يفهموا 11 أيلول؟

●● يوجد جانبان هنا. ليس الأمر بوش فقط. فأميركا نمط من الديمقراطية.. فريدة من نوعها إن استطعنا أن نطلق عليها ديمقراطية، فالأمريكيون مناهضون لأمريكا أكثر من الفرنسيين المناهضين لأمريكا، ففي أميركا 300 مليون نسمة، ونحو 150 مليون منها ضد بوش وكل سياساته، ولو كان الـ60 مليون فرنسي ضد بوش، فهذا جزء من المعارضة الموجودة داخل أميركا..

■ ما هو الشيء الوحيد في جورج بوش يرضي الأمريكيين؟

●● أن لديه مزرعة جميلة، وأنه يشرب البيرة، ويملك سيارة جميلة، ويلفظ الحروف الإنكليزية على الطريقة الأمريكية.. 

■ ما هي نصيحتك لمرشحي الرئاسة الأمريكية؟

●● إن 40% من الناس يصوتون دائماً للديمقراطيين و40% يصوتون للجمهوريين، هكذا فإن الـ20% الذين هم في الوسط هم الذين لهم الأهمية هذه العشرون بالمئة النقية الطاهرة .. أمريكيون عاديون فقراء ينتظرون خدعة من القادمة التي ستنطلي عليهم. عليك أن تعرف كيف يشعر هؤلاء الناس، فيجب على كيري مثلاً أن يلبس بصورة مختلفة أن يخلع معطفه الثمين. مع ذلك فإنه سيبقى ثرياً في قميص ثمين. وعليه أن يبدأ بالتسوق في «كي مارت» ويشتري مزرعة كتلك التي يمتلكها جورج بوش، وأقول لأي مرشح اذهب واستمع للناس وإن لم تفعل شيئاً لاحقاً، اذهب واشرب البيرة معهم، ثم اذهب إلى الكنيسة،.. كما تفعل هذه الأيام هيلاري كلينتون.

ولكننا بحاجة إلى خطة واضحة بشأن العراق والاقتصاد، والتوجه القائم على نظرية «انتظر وحدد ماذا ستفعله فيما بعد».

■ لماذا الأمريكيون بحاجة إلى شخص من الخارج حتى يفهموا أنفسهم؟ 

 

●● لأنهم لا يعرفون الجو المحيط بهم فالسمك لا يفهم الماء. الأمريكيون الذين يدرسون الثقافة الأمريكية يعتقدون أن كل شيء طبيعي..