دردشات.. واعجبي..!! مقالات في سطور

البيوت تُدخل من أبوابها، بإذن من أصحابها، وعلانية على رؤوس الأشهاد، عجبي للإرهابي الدولي الأول، بوش الابن، الذي يدَّعي بأن أغلبية الشعب العراقي، تعتبره محرراً لها من طغيان صدام حسين، وهو يتسلل إلى أطراف بغداد خلسة كاللصوص لساعتين، ويفر هارباً، ناجياً بنفسه، من «الشكر» الذي يستحقه، والذي كان الشعب العراقي سيقدمه له، عن فضائل احتلاله وجرائمه.

■ عجبي لصحفيين وكتاب ومفكرين، يسهبون في الكتابة والتنظير عن الحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية، بل وحتى يطالبون بها لشعوب أخرى، ولا يطالبون بها لشعوبهم، أهو من قبيل ذر الرماد في العيون، أم اللجوء إلى التلميح عوضاً عن التصريح..؟

■ عجبي لقوى السوق والسوء، التي تتباكى على وضع القطاع العام «الخاسر» ـ ولا تقول المُخسَّر ـ وأنه لم تعد منه فائدة ترجى، وهي تشدد تآمرها عليه بضراوة ولهفة نهمة ولعاب يسيل، من أجل خصخصة هذا القطاع «الخاسر» فياله من كرم أخلاق لا يبارى..!

■ عجبي أن لا تشن القوى التقدمية، والنقابات العمالية والفلاحية، وسائر المنظمات الشعبية، هجوماً، بل حرباً ضروساً لا هوادة فيها، على دعوات ومؤامرات قوى السوق والسوء لخصخصة القطاع العام، التي من شأنها أن تحرم أغلبية جماهير شعبنا، من الدعم المادي للصحة والتعليم ومواد غذائية و...، إنها دعوة لسرقة لقمة الشعب وزيادة معاناته المعيشية.. عليهم يا شباب.

■ عجبي لمبررات التهاون في عدم إثارة مطالب الجماهير الشعبية المشروعة، والدفاع عن تحقيقها بضراوة، تحت ستار أن وضع السياسة الخارجية  لايسمح، في حين قال لينين: خداع الجماهير بشأن السياسة الخارجية قد ارتقى إلى مستوى فن؟.

■ عجبي بطبيب أختصاصي، داس قسم أبقراط، يعالج مريضاً في عيادته الخاصة، ويطلب منه إجراء تحاليل مخبرية، وصور أشعة طبقي محوري، ورنين مغناطيسي، لا لزوم لها، في مختبرات وعيادات شعاعية معينة حصراً، لأن له من أجورها نسبة!

وإليكم الحادثة التالية التي جرت قبل أكثر من عقد من الزمن، في بلدة عامودا: 

سافر مدرس يلبس دشداشة أو كلابية إلى دمشق للمعالجة لدى طبيب أختصاصي. فحصه الطبيب وهوَّل من خطورة وضعه الصحي، وطلب منه إجراء تحاليل وصور أشعة مختلفة، في مخابر وعيادات معينة، وتحدث بالإنكليزية مع طبيب إحدى هذه العيادات وقال له:

●● أرسلت لك حماراً تدبر أمره.

اقترب المدرس من طاولة الطبيب، وتناول أوراق طلبات التحليل والتصوير ومزقها إرباً إرباً، وقذفها مع بصقة كبيرة في وجهه، وخرج لا يلوي على شيء وهو يلعن الجشع الذي أدى إلى تحويل هذه المهنة الإنسانية، إلى ميدان تجاري، بين مافيات متعاونين مع بعضهم، على حساب صحة الشعب.

■ عبدي يوسف عابد

 

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.